🇦🇪
🇦🇪

2020.11.09

الكوسبلاير توشيرو: مرحباً يا أنا الجديد!

عندما تمشي في هذا الطريق، لا مجال للعودة..

قد تنفتح للإنسان بوابة على عالم جديد لم يكن يتخيله وفي آخر وقت وظروف كان يتوقعها. لا يهم كيف يحدث هذا، حتى لو كانت هذه البوابة هي… لبس الكوسبلاي النسائي…!

 

الكوسبلاير توشيرو الذي سنقوم بإجراء مقابلة معه اليوم يتخصص في كوسبلاي ميكو هاتسوني من الفوكالويد. ورؤيته في كوسبلاي هذه الشخصية شيء مدهش بكل معنى الكلمة، فهو يبدو بصراحة.. رائع الجمال!

 

لكن لماذا اختار كوسبلاي هذه الشخصية؟ حتى لو كان يحب الفوكالويد فلا يوجد نقص في الشخصيات الذكورية في عالم الفوكالويد.

 

كوسبلاي ميكو هاتسومي من غلاف البوم V4X

 

“في الواقع كانت نقطة البداية مجرد مصادفة بسيطة. لم يكن الكوسبلاي على قائمة اهتماماتي وبصراحة لم أفكر أبداً بممارسته. كنت ما أزال في المدرسة، وذات يوم كنت أنا وأصدقائي في الصف نشعر بالضجر ونفكر بشيء مسلي يمكننا القيام به للتغلب على ملل الدروس. وخطر لي أن اقترح أن نلعب جميعاً لعبة جانكن (حجر ورق مقص)، وعلى الخاسر أن يقوم بارتداء الكوسبلاي في المدرسة”

 

كوسبلاي في الصف؟ لا بد أن نعترف أنها فكرة مضحكة، أن يدخل المدرس إلى صفه مستعداً لتدريس طلابه ليجد أحدهم يرتدي الكوسبلاي بدون أي سبب.. وبما أن توشيرو يرتدي هذا الكوسبلاي أمامنا اليوم فبإمكاننا تخمين من كان الخاسر في هذه الرهان.

 

“خطأ! في الواقع لم أكن أنا الخاسر، بل حللت في المرتبة ما قبل الأخيرة، وعندما حان الوقت لاختيار الكوسبلاي الذي سيرتديه الخاسر قررنا اختيار شخصية ميكو هاتسوني بسبب شهرتها. لكن زميلي الذي خسر الرهان كان ضخم الجثة للغاية، ورغم أننا اشترينا أكبر قياس ممكن.. عندما حاولنا إلباسه الزي لم نستطع أن نغلق السحاب الأمامي بينما كادت الأكمام أن تتمزق وهو يحاول أن يدخل ذراعيه، وفي النهاية أدركنا أن الأمر مستحيل واستسلمنا”

 

حاول هؤلاء الأشقياء أن يلبسوا شخصاً بهذا الحجم كوسبلاي ميكو هاتسوني؟ … لا بد أن نعترف أن الصورة مضحكة. لكن ماذا عن الزي إذاً؟

 

“بما أننا قد دفعنا ثمن الزي بالفعل فقد أصر أصدقائي على متابعة الرهان على أي حال، وبما أنني أتيت في المرتبة قبل الأخيرة في اللعبة، وفوق هذا كنت أنا نفسي من اقترح فكرة الرهان أصلاً، لذلك لم أستطع الهرب واجبرني أصدقائي على ارتداء الكوسبلاي إلى المدرسة”

 

هذا مثال عظيم على العدالة الإلهية! كان يريد أن يرتدي أحد أصدقاءه الزي، لينتهي الأمر بتوشيرو نفسه ذاهباً إلى المدرسة مرتدياً زي ميكو هاتسوني.

 

“كانت هذه أول مرة اجرب فيها الكوسبلاي على الإطلاق، لكن بدل أن أشعر بالإحراج فوجئت بأن الأمر مسلٍ للغاية! وعندما حان موعد كوميكت قررت أن أشارك فيه بارتداء الكوسبلاي، ومع مرور الوقت تزايد معارفي وأصدقائي المهتمين بالكوسبلاي وشاركت في العديد من المناسبات وجلسات التصوير، ولا ابالغ إن قلت أنّ عالماً جديداً انفتح أمامي”

 

أظن أن هناك شعوراً من الحرية يراود المرء عندما يفعل شيئاً لم يكن يظن أنه يستطيع فعله، مثل ارتداء كوسبلاي للمرة الأولى، ربما هي الراحة الناجمة عن تجاوز ترددك. لكن ما أن يتغلب المرء على تردده حتى يصبح الرجوع صعباً. ويبدو أن هذا ما حصل مع توشيرو، ومن وقتها اعتنق ميكو هاتسوني كجزء من حياته.

 

كوسبلاي ميكو هاتسوني من لعبة الموسيقى التي تحمل اسمها في زي باسم روكينغستون.

 

 

إن لم يكن الزي متوفراً، اصنعه بنفسك! الخياطة ليست حكراً على الإناث!

“لم أكن من هواة الفوكالويد المتحمسين قبل تعلقي بالكوسبلاي.

لكن بعدما بدأت بممارسة الكوسبلاي بدأت يظهر جانب آخر من شخصيتي لم أكن اتوقعه. فبعدما لاحظت أن الكثير من أزياء ميكو هاتسوني التي تعجبني ليست معروضة للبيع بدأت تراودني فكرة أن الطريقة الوحيدة هي أن أقوم بصنع تلك الأزياء بنفسي…”

 

خلال حواراتنا مع العديد من الكوسبلايرز لاحظنا هذه النزعة المشتركة بينهم، إن لم يكن الزي متوفراً للشراء فاصنعه بنفسك! وقد يعطيك هذا فكرة عن كم الجهد والتفاني الذي هم مستعدون لتكريسه لهوايتهم.

 

“كان الأمر صعباً للغاية في البداية. رغم أنني أجريت الكثير من البحث على الانترنت لكن لم يفدني هذا كثيراً. وكثيراً ما أخطأت في اتجاه الخياطة وما إلى ذلك من الأمور الدقيقة. ولكن أصدقائي من الكوسبلايرز علموني الكثير، وبتوجيههم بدأت أتحسن وأصبح أكثر براعة. ولا زلنا حتى الآن نقوم بعقد ما يمكن أن تسميه اجتماعات خياطة على سكايب، وان كنت في غالب الأحيان لا تسمع أي صوت خلال هذه الاجتماعات عدا صوت آلة الخياطة (يضحك)”

 

هناك شيء مؤثر ومثير للإعجاب في الحين ذاته في فكرة أن ما بدأ بالنسبة لتوشيرو كمجرد مقلب ومزاح تحول إلى شيء يحبه ويجمعه مع أصدقاء يشاركونه نفس الشغف.

 

“إلى يومنا هذا صنعت 28 زي كوسبلاي مختلفاً. الغالبية العظمى لشخصيات فوكالويد، لكن البعض منها لشخصيات من ألعاب موبايل مثل Ark Nights وGranBlue Fantasy.

وقبل الحوالي سنتين قمت بالسفر للمشاركة في ميكو اكسبو الحدث المخصص لميكو هاتسوني الذي تم عقده في نيويورك. كنت منشغلاً بصناعة زي الكوسبلاي الذي سأرتديه في الاحتفال وأنا في الطائرة المتجهة إلى نيويورك. كان هناك حوالي 4 كوسبلايرز يابانيين هناك، لذلك لفتنا الكثير من الأنظار واتيحت لنا الفرصة للحديث مع الكثير من الناس وإضافتهم على تويتر، كانت إجمالاً تجربة رائعة. ورغم أن الرحلة كانت مرهقة للغاية لكنني أقسمت أن الاحق خطى ميكو هاتسوني إلى أي مكان!”

 

صور كوسبلاي خلال ميكو اكسبو في نيويورك

 

الرحلة إلى نيويورك أتاحت لتوشيرو الفرصة للتعرف على معجبي ميكو هاتسوني خارج اليابان.

 

 

ميكو هاتسوني أصبحت جزءاً أساسياً من حياتي

لا يسعنا إلا أن نعجب بكم الشغف الذي جعل توشيرو مستعداً لقطع رحلة طويلة كهذه.. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما سر كل هذه الحماسة بينما توشيرو نفسه أخبرنا منذ قليل أنه لم يكن يهوى موسيقى الفوكالويد كثيراً في السابق؟

 

“ما كنت أعنيه هو أنني ربما كنت أقضي ساعة أو ساعتين في مشاهدة فيديوهات الفوكالويد، وحتى حينها كنت أفعل ذلك بينما أنا منشغل بفعل شيء آخر. لكن صناعة ثياب الكوسبلاي شيء مختلف تماماً، حتى عندما أكون متعباً في نهاية يوم العمل أو في أيام عطلتي أكرس نفسي لصناعة أزياء الكوسبلاي بلا ملل. لا أستطيع أن أصف كم الحماسة الذي أحس به عندما يبدأ الشكل النهائي للزي يتضح، وكم احس بالترقب والإثارة لارتدائه عندما يكتمل. لقد أصبحت ميكو هاتسوني جزءاً لا يتجزأ من حياتي (يضحك)”

 

هذا مفهوم.. أو هذا ما اريد قوله لكنني لا أستطيع ادعاء فهم ما يقوله بشكل كامل.. لكن ما أستطيع قوله إن جوهر الاوتاكو هو تكريس نفسه للشيء الذي يهواه واعتناقه كجزء من حياته اليومية.. لذلك أستطيع بشكل ما أن أفهم وجهة نظره.

في نهاية المقابلة أردنا أن نسمع رأيه بخصوص حالة الفوكالويد في يومنا هذا..

 

كوسبلاي في زي ذو طابع طفولي من أزياء ميكو هاتسوني يعود للعام 2017.

 

“مر حوالي العشر سنوات على انطلاق شخصية ميكو هاتسوني إلى النجومية، ويمكننا القول أنها بلغت ذروة شهرتها خلال هذه الفترة. لكن في وقتنا هذا، حيث جميعنا نعانى بسبب الحجر الصحي وانعدام حرية الحركة، أظن أن ثقافة الفوكالويد تستطيع أن تكون شعاعاً يضيء بعض هذه الأيام التي نعيشها. يمكنك أن تفكر بميكو هاتسوني كمادة خام يمكنك استعمالها بصيغة جديدة للتعبير عن نفسك. أنا نفسي رغم أنني لا أجيد صنع موسيقى الفوكالويد أمتلك برامج الموسيقى واحاول قدر استطاعتي أن أصنع شيئاً يعبر عني باستخدامها. وهذا هو جوهر ميكو هاتسوني برأيي، باستخدام برنامج كمبيوتر بسيط يمكن لكل واحد منا أن يمتلك ميكو هاتسوني خاصة به تعبر عن شخصيته. وهذا يجعلها برأيي رمزاً لقدرتنا على الابداع وشيئاً يجمعنا في حماس مشترك، وأتمنى أن يستمر هذا ويتطور في المستقبل”

 

 

الزي الذي ارتداه توشيرو خلال المقابلة، كوسبلاي بزي يدعى StarVoice

 

 

Twitter

 

Toshiru: @pridewolf

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts