🇦🇪
🇦🇪

2020.11.13

الكوسبلاير مويموي: حياة الكوسبلاي التي تحررت بعد صبر طويل

جرت مقابلة اليوم في يوم صيفي حار من شهر أغسطس.. ذروة حرارة الصيف الياباني، تجاوزت الحرارة الـ 36 درجة مئوية ولم يكن في عقلي متسع إلا للحلم بنسمة باردة.

 

كنت أحس أن مخي قد بدأ يذوب، وساورني القلق.. كيف سأجري مقابلة اليوم وأنا بهذه الحالة..

 

ثم سمعت صوتاً نشيطاً يحييني: “مرحباً!”

كانت صاحبة هذا الصوت العذب الكوسبلاير مويموي التي أتت لزيارتنا من أجل المقابلة مفعمة والنشاط والحيوية رغم قسوة الجو.

 

.. ها قد هبت النسمة المنعشة التي كنت أحلم بها!!

 

هاروهي سوزوميا في شهر أغسطس؟ جميع عشاق هاروهي يعرفون ما يعنيه هذا..

 

 

حب سري للكوسبلاي…

حضور مويموي إلى المقابلة في كوسبلاي هاروهي وفي هذا الوقت من السنة ذكرنا فوراً بالقصة الشهيرة من انيمي هاروهي Endless eight حيث يعاد اليوم نفسه مراراً وتكراراً على مدى 8 حلقات.. هل تخطط مويموي أن تعيد نفس الكلام 8 مرات كلما سألناها شيئاً؟

 

“لا لا (تضحك)، اخترت هذا الكوسبلاي اليوم لأن حديثنا سيتركز على الكوسبلاي، وهذا الزي يحمل الكثير من القيمة العاطفية بالنسبة لي كونه كان أول زي كوسبلاي اشتريته في حياتي…”

 

الزي الذي كان نقطة بداية رحلتها مع الكوسبلاي؟ هذا مناسب جداً للمقابلة، وحكاية كيف بدأ حبها للكوسبلاي هي تحديداً أول شيء كنا نريد سؤالها عنه.

 

“منذ طفولتي المبكرة كنت احب الانيمي الموجهة للفتيات، خصوصاً تلك التي تتكلم عن السحر والساحرات وما إلى ذلك. كنت أتسلى بتقليد شخصيات هذا النوع من الانيمي في العابي الطفولية. وبالطبع كنت أحلم بارتداء ثياب مثل ثيابهم وأن أتحول أنا أيضاً إلى واحدة من هذه الشخصيات. وبالفعل خاطت لي امي زياً شبيهاً بهذه الأزياء. أما هاروهي فقد كان الانيمي المفضل لدي منذ كنت في المدرسة الابتدائية وحتى سنوات المدرسة الثانوية. وبما أنني كنت أتعلم رقص الباليه الكلاسيكي قبل حتى أن أدخل المدرسة، فكثيراً ما كنت امارس الرقص على أنغام موسيقى شارة هاروهي”

 

إذاً هي ليست فقط كوسبلاير…! بل أيضاً باليرينا. يمكننا تخيلها وهي تتدرب على حركات الرقص بينما هي منغمسة في مشاهدة الانيمي، صورة لطيفة للغاية.

 

“حكاية الكوسبلاي الذي أرتديه اليوم بدأت وأنا في المدرسة الإعدادية، كان هناك متجر يبيع بضائع الانيمي في الحي الذي كنت أقيم فيه، وبدأ ذلك المتجر بعرض مستلزمات وأزياء الكوسبلاي كذلك. أحسست بأن هذه هي الفرصة التي كنت أنتظرها، واشتريت هذا الزي باستخدام أموال الاوتوشي داما التي كنت قد ادخرتها (الاوتوشي داما هي العيدية التي يحصل عليها الأطفال في اليابان في عيد رأس السنة)، وأخيراً تحقق حلم الكوسبلاي الذي كان يراودني منذ زمن”

 

لا بد أن والديها كانا سيحسان بالاستغراب وربما بعض القلق أيضاً إن بدأت ابنتهما بممارسة الكوسبلاي علانية بشكل مفاجئ وهي لا تزال في هذا السن الصغير.

 

“لم أرد أن يحدث هذا، لذلك أخفيت هذا الزي في الجانب الخلفي من خزانتي، ولم اخرجه إلا عند غيابهما، عندها كنت استمتع بارتدائه وأنا وحيدة في المنزل”

 

سادت هالة من مشاعر الحنين على مويموي وهي تستعيد ذكريات رغبتها في ممارسة الكوسبلاي أيام طفولتها.

 

مضت الأيام ودخلت مويموي إلى المدرسة الثانوية، لكن مرور الوقت لم يشفها من حبها للكوسبلاي. إلا أن ظروف حياتها وقد أصبحت رئيسة مجلس الطلاب في مدرستها لم تسمح لها بإظهار شغفها كاوتاكو إلا على نطاق ضيق.

 

“أحد ذكرياتي السعيدة من أيام المدرسة هي في مهرجان التربية الرياضية، كرئيسة مجلس الطلاب كان علي أن القي خطاباً، واقتبست عبارة من Attack on Titan تقول: »بدون قتال لا يوجد انتصار! «، وحصلت على إطراء من أحد اساتذتي على الخطاب”

 

إن كان سطر من الحوار قادراً على إثارة حماس من يقاتلون العمالقة في عالم خيالي، فلا بد أنه قادر على إثارة الحماس في مهرجان رياضة مدرسي!

 

 

لا مجال للتوقف بعد الآن!

هل استطاعت مويموي تحقيق حلمها بممارسة الكوسبلاي بحرية بعد انهاء دراستها الثانوية ودخولها الجامعة؟

 

“للأسف لم يحصل ذلك… كان لديّ الكثير من المشاغل والقلق الذي سبب ابتعادي كلياً عن الكوسبلاي لفترة. ولكن سنحت لي بعدها الفرصة للدراسة في استراليا، هناك تحت تلك السماء الواسعة بدت لي كل مشاكلي وقلقي ضئيلة وقررت أنني يجب أن اتغلب على تحفظاتي وأفعل ما يسعدني. وعندما عدت إلى اليابان قررت التوقف عن إخفاء ما احبه وأن أنغمس بكل كياني في ملاحقة شغفي! وفوراً قمت بالمشاركة في معرض bigsite للدوجينشي مرتدية الكوسبلاي مع أصدقائي، وهكذا بدأت نشاطي ككوسبلاير”

 

وأخيراً حانت اللحظة التي انتظرتها مويموي بعد صبر طويل، اللحظة التي تفتحت فيها حياتها ككوسبلاير مثل زهرة. ومن وقتها بدأت مويموي بتسجيل التفاصيل الدقيقة عن كل كوسبلاي تقوم بارتدائه، من ماهية الكوسبلاي إلى متى وأين ارتدته وكيف قامت بترتيبه.

 

“بعد ظهوري الأول في الكوسبلاي لم يعد بإمكاني التوقف! في أحد السنوات كنت أشارك في جلسة تصوير كوسبلاي مرة في الأسبوع على الأقل. والكوسبلاي الذي أرتديه اليوم هو الكوسبلاي رقم 143 في رحلتي ككوسبلاير”

 

يبدو لنا من حديثها أنها تكرس كل وقت فراغها الشخصي لممارسة الكوسبلاي.

 

“أقوم بجلسات تصوير شخصية في بعض الأحيان، وكذلك غالباً ما نقوم أنا وأصدقائي بالذهاب إلى كافيه أو استئجار مكان ذو طابع ياباني تقليدي نقوم فيه بممارسة الطبخ ونحن في الكوسبلاي، وأحياناً ما يعقد مهرجانات رياضية يشارك فيها أكثر من 100 كوسبلاير يرتدون أزياء الآيدول وتكون في غاية الروعة”

 

مويموي تحتفظ بسجل دقيق عن مكان وتاريخ كل كوسبلاي قامت بأدائه، لا بد أن النظر إلى هذا السجل جنباً إلى جنب مع صور الكوسبلاي يعيد إليها الكثير من الذكريات السعيدة.

 

لا يليق بشخصية هاروهي إلا جلسة تصوير تحت السماء الزرقاء الصافية.

 

 

من المهم أن تنظم وقتك! نصائح من كوسبلاير متأخرة..

أخبرتنا مويموي عن العدد الكبير من جلسات تصوير الكوسبلاي التي قامت بها، مما دفعنا إلى التساؤل عن أزياء الكوسبلاي التي تستخدمها، خاصة أننا سمعنا أنها تقوم بصناعة أغلب أزياء الكوسبلاي بنفسها.

 

“أجل، أقوم بصناعة الأزياء بنفسي، لكنني دائماً متأخرة! ولست فخورة بذلك كثيراً (تضحك)، أنا من نوع الأشخاص الذين بالكاد ينهون الزي الذي ينوون ارتداءه قبل موعد الحدث أو جلسة التصوير التي يشاركون فيها. ذات مرة أنهيت زياً للكوسبلاي في 3 أيام فقط! بالكاد حصلت على أي وقت للنوم وقتها…”

 

هذا بالتأكيد يبدو مرهقاً، ولا شك بأن تنظيم الوقت أمر هام للغاية، لكننا نريد سماع المزيد من التفاصيل عن أزياء الكوسبلاي.

 

“هناك متعة في اختيار ثياب جاهزة للكوسبلاي بالطبع، لكن عندما تقوم بصناعة تلك الثياب بنفسك هناك الكثير من التفاصيل المثيرة للاهتمام التي ستصادفك. البحث عن متجر يبيع نوعية القماش التي تريد استخدامها للزي الذي تصنعه، وضع لمستك الخاصة على تصميم الشخصية وإضافة تفاصيل إليها. الزي المصنوع يدوياً هو زي فريد من نوعه، لذلك يجب أن تكرس له الكثير من الانتباه والجهد، لكن… إن كان أحدكم يفكر في أن يقوم بصنع أزياءه بنفسه، فلدي نصيحة هامة للغاية يجب عليكم أن تتبعوها!”

 

نصيحة حصرية من شخص بخبرتها في الكوسبلاي؟ هذا يبدو لنا واعداً للغاية! تفضلي وأخبرينا بثقة ووضوح كما تفعل هاروهي في الانيمي من فضلك!!

 

“استخدموا قناعاً واقياً…”

 

عفواً؟؟….

 

“عندما تقوم بصناعة الاكسسوارات للكوسبلاي ستحتاج إلى مادة لاصقة قوية للغاية. هذا المادة تحتوي على عناصر كيميائية قد تكون خطيرة جداً على الصحة، لذلك يجب عليك دائماً أن ترتدي قناعاً يحميك من تنفس هذا الكيماويات وأنت تستعمل اللاصق. إن تعاملت مع هذه المواد بإهمال فقد تعرض نفسك وصحتك للخطر، حدث ذات مرة أن فقدت التركيز قليلاً وأنا استعمل هذا اللاصق واستنشقت تلك الكيماويات، أصيبت حنجرتي وقتها بأذى شديد…”

 

حسناً، ليست هذه النصيحة التي كنا نتوقعها، لكنها بلا شك نصيحة هامة للغاية، السلامة الشخصية يجب أن تأتي أولاً.

 

القناع الواقي والمادة اللاصقة… ممارسة الكوسبلاي تتطلب الكثير من الجهد.

 

حتى الأسلحة مصنوعة يدوياً، باستخدام أغراض بسيطة من حول المنزل أو متجر ال100 ين.

 

 

الروابط التي يولدها الكوسبلاي بين الناس

بعد أن عرفنا الكثير عن مويموي، أحببنا أن نختتم هذه المقابلة بسؤالها عمّا يعنيه الكوسبلاي بالنسبة إليها…

 

“الكوسبلاي بالنسبة لي هو شعور بالطمأنينة والاكتفاء. بالإضافة إلى أنه فرصة ثمينة لإقامة علاقات إنسانية، فصور الكوسبلاي والرسوم هي شيء يتجاوز حدود اللغة ليخاطب جميع أصحاب الشغف المشترك أياً كانت جنسيتهم. عندما أقوم برفع صوري على مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر ويراها أحدهم ويشعر بشعور جيد بسببها فهذا يسعدني، وكذلك عندما أتلقى رسائل تشجعني على تلك المواقع، فهذا يشعرني بالسعادة والنشاط. وأحياناً عندما أكون في زي الكوسبلاي قد تمر أم وابنتها الصغيرة بقربي وتطلب مني الأم الاذن بأخذ صورة مع ابنتها، قد يبدو لنا هذا لقاءاً صغيراً غير جدير بالاكتراث، لكن رأيي أن كل لقاء مهما كان صغيراً هو رابط انساني بيننا، والكوسبلاي يوفر الفرصة لهذه اللقاءات، لذلك احب الكوسبلاي وأرى أنه هواية رائعة”

 

هذا صحيح تماماً، وتأكيداً على كلامها فمقابلتنا معها اليوم لم تكن لتحدث لولا أنها تمارس الكوسبلاي، وبفضل الكوسبلاي اتيحت لنا هذه الفرصة للقاء وتبادل الحديث.

هناك في اليابانية مثل يقول: كل لقاء جديد هو فرصة لا تعوض، لذلك علينا أن نتعلم من كل لقاء جديد، ونحن أيضاً في دوجين وورلد سنواصل إجراء المقابلات لنحظى بلقاءات جديدة مع أشخاص مميزين ونشاركها معكم!

 

نتمنى لمويموي كل التوفيق وأن تواصل رحلتها مع الكوسبلاي بكل حيوية وسعادة.

 

 

 

تويتر

 

مويموي: @mmooii95

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts