الكوسبلاير ماتوس Mat`OS: إن لم أكن أنا الشخص المناسب لإنتاج أفضل صورة ممكنة فلا بأس من الاستعانة بشخص آخر

 

مقابلة مع كوسبلاير تتجسد فيه عوالم الغرافيكس الجميلة

الرجل صاحب القدرات الحقيقية لا يتكلم كثيراً بل يبرهن على قدراته بأفعاله كما يقولون. لكن مع هذا الرجل الماثل أمامنا اليوم تبدو هذه الفكرة مثيرة للقلق، فبعينيه المتألقتين خلف خصلات شعره المصفف بعناية يجعلنا نحس بالتردد بشكل ما، هل سنستطيع قراءة نواياه واتمام هذه المقابلة على خير يا ترى؟

 

نتمنى فقط ألا نضطر لإجراء هذا الحوار عن طريق قراءة الخواطر كما يفعلون في المانغا عندما يضعون أفكار الشخصيات في فقاعات منفصلة! لذلك أرجوك سكوال (شخصية من لعبة فاينال فانتاسي) ألا تبالغ بالصمت وتحدثنا!

 

 

كيف بدأ يستخدم مساحيق التجميل بشكل منتظم؟

وهكذا بدأنا هذه المقابلة مع الكوسبلاير ماتوس ونحن نحس ببعض القلق. الأمر الذي لفت نظرنا بشدة عندما رأينا ماتوس في كوسبلاي شخصية من لعبة فاينال فانتاسي هو أنه بدا تماماً كالشخصية التي يرتدي زيها، لدرجة أننا تذكرنا شعور الانبهار الذي أحسسنا به عند رؤية غرافيكس لعبة FINAL FANTASYⅧوقت طرحها للأسواق أول مرة، لا ننكر بالطبع أن ماتوس شاب وسيم لكن… بشرته تبدو ناعمة وجميلة إلى حد مثير للذهول! فما القصة هنا!

 

“في الواقع أقوم باستخدام مستحضرات التجميل بشكل منتظم. كذلك أقوم برسم حاجبيّ واستخدام العدسات اللاصقة الملونة. أظن أنه حتى بين أصدقائي المقربين لم يرني الكثيرون بدون أي نوع من مساحيق التجميل على وجهي”

 

هكذا إذاً. نحن بطبيعة الحال معتادون على رؤية مساحيق التجميل التي يستخدمها الكوسبلاير للتنكر، ولكن… ما يتكلم عنه ماتوس هو استخدام مساحيق التجميل بشكل يومي، إذاً فاستخدامه لمستحضرات التجميل ليس (كوسبلاي)، بل هذا هو (ماتوس) بحالته الطبيعية ولهذا يبدو طبيعياً إلى هذا الحد وهو في الكوسبلاي.

 

“لا أظن أنني استخدم مساحيق التجميل بشكل مفرط كما يفعل البعض، فعالم المكياج متنوع وعميق للغاية”

 

كوسبلاي شخصية فنسنت من لعبة  FINAL FANTASY Ⅶ

المصور: يوسكيه تاناكا @YUSUKE_SQEX

 

لكن ما السبب الذي دفعه أصلاً للاهتمام بالمكياج ومساحيق التجميل؟

 

“كذكر لم أكن بطبيعة الحال أعرف الكثير عن مستحضرات التجميل والمكياج قبل بدئي بممارسة الكوسبلاي. أول كوسبلاي ارتديته كان كوسبلاي شخصية سكوال ليون هارت الذي ارتديه الآن، وظننت وقتها أن الأمر سيكون سهلاً لأن هذه شخصية ذكر وبالتالي سأستطيع تقمصها بدون اللجوء للكثير من المكياج. لكن عندما ارتديت الكوسبلاي بالفعل فوجئت بأن افتراضي كان خاطئاً تماماً… وبالرغم أنني وقتها كنت أنوي ارتداء الكوسبلاي لمرة واحدة، لكن عدم رضاي عن تقمصي للشخصية وقتها دفعني لتكرار المحاولة حتى أشعر بالرضا عن عملي، وهكذا استمررت بارتداء الكوسبلاي وها أنا ذا”

 

بالتأكيد الكثير من الرجال يستخفون بالمكياج ويظنون أنه مجرد شيء تستطيع طلاءه على وجهك بسهولة. لكن مواجهة ماتوس لحقيقة أن الأمر ليس بهذه السهولة بدلاً من أن تثبط عزيمته دفعته إلى المثابرة والتعمق في الموضوع بغرض محاولة الوصول إلى الكمال، لهذا فهو الآن يلتزم بالحفاظ على بشرته.

 

 

إنتاج الكوسبلاي المثالي يبدأ من العناية بجمال البشرة

“أحرص على استخدام مستحضرات العناية بالبشرة مثل التونر والسيروم بشكل منتظم. بشرة الذكور تميل إلى أن تكون دهنية، ولهذا حتى في الأيام التي لا استخدم فيها المكياج أقوم باستخدام غسول الوجه لتنظيف مسام بشرتي بعمق وتحقيق التوازن. كذلك أقوم بتناول المكملات الغذائية ومخفوقات البروتين. وبدأت مؤخراً باستخدام فيلتر تنقية لمياه الحمام”

 

يبدو أن ما يقال عن أن الجمال ليس أمراً يمكن الحصول عليه في يوم واحد صحيح…

 

كوسبلاي النسخة البشرية من البوكيمون ايفي/ المصور: Nao (@LayersBook)

 

” بالمناسبة أقوم أيضاً باستخدام مستحضرات تبييض البشرة من أجل أداء كوسبلاي شخصيات بيضاء البشرة، لذلك أقوم باستخدام مظلة للحماية من أشعة الشمس وأحرص على تفادي التعرض للأشعة فوق البنفسجية”

 

 

أجمل الصور هي تلك القادرة على نقل الشخصيات من عوالمها الثنائية الأبعاد إلى عالمنا الثلاثي الأبعاد

وبسبب كل ما سبق يخبرنا ماتوس أن هوسه الأساسي عندما يتعلق الأمر بالكوسبلاي ليس عدد المرات التي يقوم فيها بارتداء أزياء الكوسبلاي، بل ما يهمه هو إنتاج أجمل صورة ممكنة للكوسبلاي.

 

” أكثر ما يشغل أفكاري عند ممارسة الكوسبلاي هو كيف سيبدو شكل الشخصيات لو انتقلت من عالم الانيمي والمانغا الثنائي الأبعاد لتتجسد على أرض الواقع بشكل ثلاثي الأبعاد. حتى مع استخدام المكياج فإن الكوسبلاي هو بشكل أساسي نقل الشخصيات من عوالمها الخيالية وتجسيدها على صورة شخص حقيقي، لكن ما أحاول أنا القيام به مختلف، فهدفي هو صنع محاكاة لما قد يبدو عليه الأمر لو انتقلت الشخصيات نفسها من عالمها ثنائي الأبعاد إلى أرض الواقع. لذلك إن كان هناك شخصية معينة أرغب في رؤيتها مجسدة بشكل ثلاثي الأبعاد لكنني أظن أن شخصاً آخر غيري يصلح أكثر مني للقيام بذلك فأنا لا أمانع أبداً عندها أن يقوم هذا الشخص بأداء ذلك الكوسبلاي”

 

هذا غريب.. يندر أن تقابل كوسبلاير لا يريد أن يتقمص الشخصيات بنفسه…

 

“إن كانت هذه هي الطريقة المثالية لإنتاج أجمل صورة ممكنة للكوسبلاي فأنا لا أرى أي مشكلة في أن أطلب من شخص آخر أن يتعاون معي لإنجاز هذا الكوسبلاي. في مثل هذه الحالات أكون قانعاً تماماً بأن يكون دوري هو دعم شخص آخر بدل أن أكون أنا نفسي موضوع الصورة”

 

في هذه المرحلة يبدو لقب (كوسبلاير) وحده غير كاف لوصف ماتوس، ربما يكون من الأدق أن نطلق عليه لقباً مثل (مخرج صور كوسبلاي)..

 

“يبدو أنني بشكل ما بدأت افكر في تصوير الكوسبلاي على أنه وظيفة (يضحك)، بل أنني دائماً أبحث عن أشخاص مناسبين في جلسات الآواسيه التي أشارك فيها وأذهب للمشاركة في فعاليات الدوجين لهذا الغرض كذلك. ولا يندر أبداً عندما يكون هناك شخصية معينة أرغب في إنجاز صور كوسبلاي لها فإنني أبدأ بالبحث عن كوسبلاير مناسبين لأداء هذه الشخصيات على تويتر، وعندما أرى الشخص المناسب أحرص على الذهاب إلى فعاليات الكوسبلاي التي يعلنون مشاركتهم فيها للحديث معهم”

 

هذا الكلام شبيه إلى حد كبير بما يفعله مندوبو المبيعات. بالإضافة لذلك فإن اهتمام ماتوس بالتفاصيل لا يقتصر فقط على إيجاد الشخص المناسب للوقوف أمام عدسة الكاميراً، بل يمتد إلى ما خلف العدسة، حيث أخبرنا عن حرصه على التواصل والتنسيق مع المصورين.

 

“أقوم أحياناً بتنفيذ رسم أولي أو سكيتش لما اريد صورة الكوسبلاي أن تبدو عليه وأقوم بتسليمها إلى المصور الذي يقوم باستخدام برامج التصميم الثلاثي الأبعاد لصناعة موديل مبدئي أقوم بدراسته واستخدامه لتصميم المؤثرات الخاصة مثل الدخان وغيرها من التوليفات التي اريد رؤيتها في الصورة”

 

هذا لا يبدو لنا هواية يمارسها في سبيل المرح! بل يبدو بالفعل أنه عمل مخرج!، لكن بعد سماع كل هذه التفاصيل الدقيقة عن العملية المعقدة التي يقوم بها لإنتاج صوره وكل هذه التفاصيل الصغيرة التي يعالجها بدأنا نحس بنوع من الرهبة، فنحن كمبتدئين في مجال الكوسبلاي لا نستطيع مجاراة هذه الدرجة من الاحترافية…

 

بعض السكيتشات الأولية التي قام ماتوس برسمها…

 

موديل ثلاثي الأبعاد مع التفاصيل الدقيقة لعملية تصميم مؤثرات الصورة…

 

النتيجة النهائية! كوسبلاي شخصية سكوال من لعبة  DISSIDIA FINAL FANTASY NT  / التصوير والمؤثرات الخاصة: Nasu (@nasucalu)

 

 

قد يكون الزمن متوقفاً بالنسبة للشخصيات التي نحبها، لكنه يترك أثره على وجوهنا نحن…

“لا داع لذلك، صحيح أنني اتعامل مع الأمر كأنه وظيفة (يضحك)، لكن كل شخص يمتلك طريقته الخاصة للاستمتاع بالأشياء التي يحبها. لذلك إن كنت تحب الكوسبلاي فيجب عليك أن تخوض التحدي وتجرب القيام به، هذا ما أؤمن به. فالأشخاص الذين يحملون الرغبة في ممارسة الكوسبلاي لا بد أنهم يملكون شخصيات معينة يحبونها بصدق، خصوصاً تلك الشخصيات التي ألهبت خيالهم منذ طفولتهم المبكرة. لكن من المهم أن نتذكر أن الزمن لا يتقدم بتلك الشخصيات لذلك مهما مر من الوقت فإن تلك الشخصيات ستبقى في العمر والشكل ذاته، لكن هذا لا ينطبق علينا، فنحن نشيخ مع مرور الوقت ولهذا فالوقت الذي نضيعه في التردد والخوف من الإقدام على فعل ما نحبه هو خسارة هائلة، لذلك إن كنت تريد تجربة الكوسبلاي فالآن هو الوقت المثالي لفعل ذلك!”

 

ما قاله ماتوس صحيح تماماً، فمثلاً كاتب هذه السطور وهو رجل في منتصف العمر لن يستطيع القيام بكوسبلاي شخصية في سن المدرسة الثانوية مثلاً، فحتى لو أردت ذلك فإن الأمر سيبدو سخيفاً.. لذلك قد يكون من الحكمة أن يفكر المرء بجسده على أنه المادة الخام التي يمكنه استخدامها وهي في أفضل حالاتها لإنتاج عمل فني جميل مثل صورة الكوسبلاي.

 

كوسبلاي شخصيات روكورو (أداء ماتوس)، وآيزن (أداء يوري (@yuli_nkym) من  Tales of Berseri/ المصور: غليف (@gliff_weit)

 

 

 

·  لمتابعة ماتوس

 

تويتر:  @SquasTume

 

انستغرام: trmtskswrt

 

 

Follow @doujinworld