🇦🇪
🇦🇪

2020.09.20

الكاميكو بلاكبيرد:” يا اوتاكو اليابان، هيا نشعل نيران حماسنا أكثر وأكثر!”

بلاكبيرد الذي علمني الطريقة الصحيحة لحمل الكاميرا لالتقاط صور واضحة.

 

 

كاميكو وسيم ذو طابع شرقي يظهر على الساحة

(كاميكو: مصور شاب يتخصص في تصوير الكوسبلاي وعادة ما يكونون من الذكور.)

 

أتى بلاكبيرد إلى اليابان منقلاً من الفلبين عندما كان في الرابعة عشر من العمر. ذو أصول مختلطة من أب ياباني وأم فلبينية.

رغم أنه الآن وقد بلغ الواحدة والثلاثين من العمر يستطيع تحدث اليابانية بطلاقة، لكنه لم يكن يجيد من اليابانية شيئاً يتجاوز (صباح الخير) في بادئ الأمر، وبالتالي واجه الكثير من الصعوبات للتأقلم على حياته الجديدة في اليابان.

وفي فترة دراسته الثانوية اجتذبه عالم الاوتاكو ليستغرق فيه بكل كيانه.

 

“دعاني أحد أصدقائي لحضور مناسبة للقاء أعضاء أحد مجموعات الآيدول اليابانية، أظن أن المجموعة التي التقينا بها يومها كانت AKB48. ثقافة الآيدول ليست شيئاً منتشراً في الفلبين، لذلك كان هذا الجو جديداً ومثيراً بالنسبة لي، وكانت هذه بداية تحولي إلى معجب بالآيدول، وبدأت بالتردد على آكيهابارا خلال سنواتي الجامعية.”

 

عندما يخطو المرء إلى حي آكيهابارا في طوكيو، هناك شيء واحد لا يمكن الهرب من سحره، ذلك الشيء هو الميد كافي. وصديقنا بلاكبيرد لم يكن استثناءاً لهذه القاعدة.

 

“تعلقت بالميد كافي كثيراً، كنت أتردد على هذه المقاهي كثيراً. وفي مرة من تلك المرات تعرفت على أحد الفتيات العاملات هناك وسمعت منها أنها تقوم بالكوسبلاي أحياناً، ثم صدمتني باقتراح أنني سأبدو جميلاً في كوسبلاي انثى! لم أجد الاقتراح مستساغاً في البداية، لكنني من الفلبين حيث ثقافة التحول الجنسي أمر شائع نسبياً، لذلك لم يكن الموضوع مستهجناً إلى هذه الدرجة (يضحك)، كنت في حوالي الخامسة والعشرين وقتها، وكان هناك الكثير من النواحي المزعجة للموضوع، مثل حلاقة شعر الساقين مثلاً، كنت أرتدي زوجين من الجوارب في نفس الوقت لتغطية ساقيّ”

 

بلاكبيرد في كوسبلاي انثوي، ألا يبدو رائعاً؟

 

لم يستطع بلاكبيرد أن يرينا صوراً من تلك الحقبة، لكن لا يصعب تخيل لم اجتذبه الكوسبلاي، خصوصاً بتقاسيم وجهه الشرقية المميزة. لكنه تعلق بالكوسبلاي في تلك الفترة وبدأ يشارك في العديد من المناسبات والمعارض المخصصة لمؤدي الكوسبلاي ومحبيه.

 

 

التحول المبهر! من كوسبلاي إلى كاميكو!

يفتح لنا قلبه بخصوص تجاربه السابقة

 

إن ذهبت إلى أحد معارض الكوسبلاي فلا بد أنك سترى الكثير من الكوسبلاي المميزة التي ستجذب انتباهك، ليس فقط بجودة التنكر الذي يرتدونه واتقانه، بل أيضاً مهارتهم في تقمص شخصية الكوسبلاي لدرجة أنك تحس أن الشخصية قد بٌعثت حية من عالم الانيمي إلى عالمنا بشكل يبهج الناظرين.

 

“كلما كنت أشارك في أحد معارض الكوسبلاي كنت ألاحق الكوسبلاي الذين يؤدون شخصيات الانيمي التي احبها بنظري منبهراً وانا أفكر (كم هذا جميل ومتقن!) ، كنت احس بالاحترام الشديد تجاه جمال الكوسبلاي وقيمته الفنية. وبدأت تراودني الرغبة في الاحتفاظ بكل هذا الجمال في صورة. هذه الرغبة كانت نقطة البداية، حيث نحيت أزيائي التنكرية جانباً والتقطت الكاميرا..”

 

 

السلوك الذي يتوجب على الكاميكو مراعاته.

لا يستاء بلاكبيرد من لقب كاميكو أبداً، لكنه مع ذلك ينزعج من تصرفات بعض المصورين التي يراها مخجلة ومثيرة للاستياء.

 

“دافعي لتصوير الكوسبلاي هو رغبتي في توثيق جماله والاحتفاظ به في صورة، ما أريده هو صورة للحظة المثالية للكوسبلاي حين يكون في قمة جماله. لكن هذا لا ينطبق على الجميع، فالبعض من الكاميكو يبدو أن هدفهم الوحيد هو الحصول على لقطة لثياب أحد الفتيات الداخلية! وبطبيعة الحال يسيئني أن أوضع في نفس الخانة مع هؤلاء.

 

في بلدي الأم الفلبين تٌعرض الكثير من الانيمي اليابانية، لكن ثقافة الدوجين ليست مشهورة هناك بعد. لذلك عندما زارني بعض أفراد عائلتي المقيمون في الفلبين قمت باصطحابهم إلى الكوميكس ماركيت (كوميكي)، وكنت سعيداً برؤية كم كانوا سعداء ومهتمين بهذا الجو. ذلك أكّد رأيي أن هذه الثقافة هي شيء يمكن لنا أن نفخر به أمام العالم، لذلك علينا أن ننتبه إلى سلوكنا ونمتنع عن القيام بتصرفات سيئة تخجلنا أمام عشاق هذه الثقافة في كل أنحاء العالم”

 

 

تحلّ بالشجاعة واطلب!

سواء مع مؤّدي الكوسبلاي، أو بين الكاميكو أنفسهم، اللياقة شيء أساسي.

 

أسبق لك عزيزي القارئ الذهاب إلى معرض أو حدث كوسبلاي حيث لفت أحد الأزياء التنكرية انتباهك ورغبتك في التقاط صورة؟ هل منعك خجلك وخوفك من الإحراج في حال الرفض أن تطلب الإذن في أخذ صورة؟ العديد من محبي الكوسبلاي يواجهون مواقفاً من هذا النوع تنتهي عادة بهم مبتعدين دون الحصول على صورة. بلاكبيرد يعطينا بعض النصائح المستقاة من خبراته ككاميكو لتفادي هذه المواقف.

 

“عندما ترغب في تصوير كوسبلاي يجب عليك أن تتحلى ببعض الجرأة وتبادر بالسؤال، لكن هذا لا يعني أن الموضوع معقد إلى هذه الدرجة، فالكثير من الكوسبلاي معتادون على رغبة الناس في تصويرهم، وان استأذنتهم بشكل لائق سيوافقون بالتأكيد. لكن تذكر، أخذ صورة بدون الاستئذان ليس بالأمر اللائق، في الواقع هذا التصرف هو نوع من السرقة، خصوصاً إن كنت ستقوم بنشر هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، عندها يجب أن تستأذنهم لنشر الصورة كذلك، فبعض الكوسبلاي قد يرغبون في إجراء بعض التعديلات على صورهم قبل نشرها على الإنترنت، وقيامك بنشر هذه الصورة بدون القيام بهذه التعديلات سيثير استيائهم.”

 

يمكننا جميعاً فهم هذا، الكوسبلاي بشكل طبيعي يرغبون في أن تكون صورهم جميلة ومثيرة للإعجاب قدر الإمكان، والاستماع إلى رغباتهم والتصرف وفقاً لها قبل نشر الصور أمر ضروري، فالصورة في نهاية الأمر صورتهم.

عندما تطرقنا بالحديث إلى اللياقة والآداب الاجتماعية، أشار بلاكبيرد إلى أن اللياقة ضرورية ليس فقط مع الكوسبلاي، بل بين الكاميكو أنفسهم كذلك.

 

“عندما يصل أحد ممارسي الكوسبلاي إلى مرحلة من الشهرة والشعبية سيرغب الكثير من الكاميكو بالتقاط صورتهم، لذلك عندما يحين دورك في التقاط صورة، يجب عليك ألا تستغرق وقتاً أكثر من اللازم، بل التقط الصورة بسرعة وتنح عن الطريق لتفسح المجال لغيرك. من الضروري أن يحترم الكاميكو رغبة بعضهم البعض في التصوير حيث أنهم جميعاً يتشاركون هذه الرغبة”

 

 

أداة التصوير أمر ثانوي، المهم هو الحماسة للتصوير!

إن كنت تحب التصوير فلا داع لإخفاء هذا الحب!

 

لا يندر في مناسبات الكوسبلاي أن ترى بعض المصورين المزودين بكاميرات احترافية ضخمة تكاد تبدو كالمدافع ويمكن حتى للعين الغير خبيرة أن تميز أن هذه الكاميرات قد تكلف ثروة.

رؤية هذا قد تثبط عزيمة الكثيرين عن ملاحقة حبهم للتصوير بسبب عدم توفر الخبرة أو القدرة على اقتناء معدات كهذه. لذلك سألنا بلاكبيرد عن رأيه في هذا الموضوع.

 

“أجل بالطبع لا يندر أن ترى البعض ممن يحملون كاميرات ممتازة من النوع الذي قد تكلف عدساته وحدها عشرات الآلاف. لكن شخصياً لا أعتقد بأن هذا شيء أساسي، الكاميرا التي أستخدمها عادية وفي بعض الأحيان قد ألجاً إلى هاتفي المحمول لالتقاط صورة، نوعية الأداة التي تستخدمها للتصوير ليست هي ما يهم، بل لياقتك عندما تطلب الصورة”

 

دعونا نوقد نيران شغفنا بما نحبه!

 

لا يزال بلاكبيرد ماضياً في رحلة ملاحقة جمال الكوسبلاي هنا وهناك، لكنه يخبرنا أنه أحياناً يشعر بالوحدة بسبب الجو الذي يسود بين اوتاكو اليابان.

 

“أتمنى دائماً أن أجد بعض الأصدقاء الذين يشاركونني عشقي للانيمي والذين أستطيع تبادل الأحاديث الحماسية معهم عن شغفنا المشترك. لكن المشكلة أن الاوتاكو في اليابان غالباً ما يميلون إلى العزلة والهدوء.

الأصدقاء الذين أتمناهم هم ناس يعتنقون شغفهم ويشاركونه مع العالم بدل كبته داخلهم”

 

 

 

↓فيديو

 

 

Blackbeard

 

Twitter:@blackbeardrevo

 

 




Related Posts