الدوجين المتعددة المواهب ماتيلدا: من الكتابة إلى الرسم والكوسبلاي، موهبة في كل مجال
ماتيلدا وهي تحدثنا عن بداية شغفها بالكتابة
عندما تحب شيئاً ستفكر فيه بشكل عميق
في الكثير من الرياضات الجماعية يكون هناك دائماً لاعبون ذوو مواهب متعددة، مثل حارس المرمى الذي لا يشق له غبار لكنه قادر تماماً على إحراز هدف في مرمى الخصم في كرة القدم، أو لاعب كرة السلة القادر على سرقة الكرة من منافسيه والتسجيل وكذلك يقدر أن يكون صانع ألعاب لفريقه، وأمثلة اخرى كثيرة من هذا النوع.
وكذلك في عالم الدوجين لا يندر أن تجد أشخاصاً ذوي مواهب متعددة مثل هؤلاء، وعلى أحدهم عرفتنا هانون التي قمنا بإجراء مقابلة معها سابقاً. ماتيلدا، دوجين ذات نشاطات متعددة، حيث تمارس الكوسبلاي، تقوم بالرسم، وكذلك تكتب قصص معجبين وقصصها الخاصة. ولماتيلدا وجهنا تساؤلنا عن كيف بدأ كل هذا.
“بدأت في كتابة القصص عندما كنت في المدرسة الإعدادية على ما أظن. سمعت حينها من أحدهم عن أعمال المعجبين، وهي قصص تستند على أعمال مشهورة يقوم المعجبون بكتابتها باستعمال الشخصيات التي يحبونها، وأعجبتني الفكرة وأحسست بأنني أستطيع كتابة شيء كهذا، كوني منذ طفولتي المبكرة كنت أحب تخيل القصص والمواقف، لذلك قررت خوض التحدي والبدء في الكتابة”
لا شك بأن كل الأطفال يتمتعون بخيال خصب وتراودهم الكثير من الأحلام، لكن تحويل هذه الأحلام إلى كلمات على الورق هو أمر مختلف وصعب للغاية، وقدرتك على التغلب على هذه الصعوبات من عدمها هي عادة الاختبار الأول الذي يتوجب على المرء النجاح فيه قبل أن يأخذ الخطوات الأولى على درب الدوجين.
“أحببت الكتابة جداً لذلك لم أزل امارسها حتى يومنا هذا. كتبت الكثير من روايات الدوجين وقمت برفعها على مواقع مثل pixiv وتويتر. وكتبت ربما ما يقارب العشرين قصة من قصص المعجبين. لطالما كنت أجد نفسي أفكر في آليات كتابة القصص وما يكمن في عمقها، أو أفكر في سيناريوهات بديلة للقصص التي اقرأها. ويحدث في بعض الأحيان أن يخطر لي عنوان فقط، ومن هذا العنوان أستخرج قصة لأكتبها. معظم القصص التي أكتبها لا تتجاوز الألفي كلمة على الأكثر. حيث أنها في النهاية قصص معجبين، وإن كانت طويلة أكثر من اللازم فقد ينّفر هذا القراء المحتملين، لذلك دائماً ما أنتبه إلى عدم إطالة قصصي.”
بالتأكيد هناك دائماً جانب خفي للقصص التي تظهر في المانغا أو ألعاب الفيديو، والتفكير في العلاقات بين الشخصيات وتطورها حتى بعد انتهاء القصة الأصلية هو شيء مثير للاهتمام للغاية. لكن بدل الاكتفاء بالقصة الأصلية وتجاهل أفكارك تجاه القصة كونها ليست جزءاً من العمل الأصلي، جوهر أدب الدوجين هو استكشاف تلك الأفكار والعلاقات ووضعها على الورق في أعمال جديدة ليستمتع بها الدوجين الآخرون.
صناعة عوالم جديدة باستخدام شخصيات الكارتون
الشخصيات الاوريجينال التي ابتكرتها ماتيلدا مستوحية الكارتون الأميركي. والقصص والمواقف التي تخوضها هذه الشخصيات كثيرة!
كتابات ماتيلدا لا تقتصر فقط على قصص المعجبين وحدها، فهي كذلك تقوم بخلق شخصيات جديدة وكتابة أعمال أصلية وما إلى ذلك، وشغفها الأساسي هو شخصيات الكارتون.
وقد أسعدتنا في هذه المناسبة بعرض الشخصيات التي ابتكرتها وقامت برسمها مؤخراً، وهي حالياً في خضم التفكير في قصة تستخدم فيها هذه الشخصيات، ونحن شخصياً متشوقون لرؤية هذه الشخصيات وقصصها مطبوعة على الورق.
بدأت بممارسة الرسم خلال دراستها الابتدائية، العصر الذهبي للبوكيمون.
“منذ طفولتي المبكرة كانت ألعاب نينتندو جزءاً من حياتي المنزلية وتربيتي. أحببت نينتندو وسوبر نينتندو، ولا تزال أحد الذكريات الواضحة من طفولتي هي شاشة التلفزيون بينما اختي تلعب لعبة دونكي كونغ2 عليها. لذلك كان من الطبيعي عندما بدأت الرسم أن ان يكون أول ما رسمته هو شخصيات ألعاب نينتندو الأكثر شعبية في ذلك الوقت، أي شخصيات بوكيمون، وبدأت برسم شخصيات مثل بيكاتشو، أو رسم تخيلي لشخصيات مدربين في اللعبة”
استوقفنا موضوع شخصيات المدربين هنا، ما الذي تعنيه ماتيلدا بهذا؟
“عندما تلعب ألعاب بوكيمون على نينتندو هناك الكثير من الشخصيات الآلية التي لا يتحكم بها لاعب آخر، كنت استمتع بتخيل شخصيات جديدة من هذا النوع…”
إذاً فهذه الخيالات والأفكار التي استمتعت بها في طفولتها هي البذرة التي نمت إلى نشاطاتها في الكتابة والتأليف الآن. بدأنا نفهم قصة ماتيلدا بشكل أكثر وضوحاً.
أريد أن أشارك قصصي مع كل الناس من كل أنحاء العالم
لكن هناك المزيد…! فبالإضافة إلى كل ما سبق، فإن ماتيلدا تمارس الكوسبلاي كذلك.
“جربت الكوسبلاي للمرة الأولى في سنتي الأولى في المدرسة الثانوية. في أحد المرات عندما كنت في الخارج بصحبة عائلتي، وقعت عيناي بالصدفة على مجلة كوسبلاي. وفوراً عرفت أنني أريد أن أجرب الكوسبلاي، وبدأت بتعديل الملابس التي لا ارتديها عادة لأصنع منها أزياء للكوسبلاي”
تحمل تكاليف شراء أزياء للكوسبلاي عندما يكون المرء لا يزال طالباً في المدرسة ليس سهلاً بالطبع. شراء القماش وصناعة الأزياء بنفسك قد يكون حلاً أكثر واقعية. لكن طريقة ماتيلدا كذلك فكرة عظيمة، تعديل الملابس التي تمتلكها بالفعل وتحويلها إلى أزياء كوسبلاي يبدو أمراً ممتعاً.
“الزي الذي ارتديه اليوم هو تصميمي الشخصي لزي مدرب بوكيمون. الفكرة هي أن الأشياء التي أحبها ما زالت تتزايد مع مرور الوقت، لذلك لا ألتزم بمواضيع أو أنواع محددة من الكوسبلاي. مثلاً أحب شخصيات من ألعاب مثل Samurai Warriors, Phonix Wright: Ace Attorney, Rivals School وVampire Lord وغيرها الكثير الكثير من الألعاب التي تنتمي لأنواع مختلفة”
لكن… إن كان نطاق الاهتمامات متسعاً إلى هذا الحد الكبير، ألا يؤدي هذا بدوره إلى ضحالة وقلة التعمق في كل من هذه الاهتمامات؟
“ليس بالضرورة، لا أستطيع أن أعمم هذا الكلام على غيري من الناس، لكن بالنسبة لي شخصياً عندما يعجبني عمل معين أو شخصية معينة، أقوم فوراً بعمل بعض الأبحاث عن العمل والشخصيات التي يحتويها، ونوعية العالم الذي تعيش فيه هذه الشخصيات، وبعد هذا البحث أخلد للنوم! (تضحك)، وعندما أستيقظ من النوم إن وجدت أنني ما زلت مهتمة بالموضوع أتعمق أكثر في دراسة هذا العمل والشخصيات”
هكذا إذاً؟ ربما كان افتراضنا متسرعاً إذاً، ويتوجب علينا الاعتذار… فمن الواضح أن ماتيلدا تتعمق في دراسة القصص والشخصيات الخيالية والبحث في خلفياتها وأبعادها.
ماتيلدا تتمنى أن تتطور أجهزة الترجمة الفورية لتستطيع مشاركة كتاباتها وقصصها مع الناس من مختلف أنحاء العالم.
بشكل طبيعي ترغب ماتيلدا في أن يقرأ أعمالها أكبر عدد ممكن من الناس. ورغم أننا نستطيع القول إن ثقافة الدوجين والاوتاكو بدأت تصبح ثقافة عالمية إلى حد معين، لكن هذا لا ينطبق على كل أجزاء هذه الثقافة، فأشياء مثل الكوسبلاي أو المانغا قابلة للاستمتاع بها على نطاق واسع حتى من قبل من لا يتكلمون اللغة نفسها. وعالم الدوجين لم يزل يتوسع بمشاركة الدوجين اليابانيين لأعمالهم مع باقي العالم، والعكس بالعكس. لكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة لأعمال الدوجين الكتابية.
“عندما أكتب رواية باللغة اليابانية لن يقرأها سوى الناطقون باللغة اليابانية. لكنني أرغب في أن تصل كتاباتي إلى من يشاركونني شغفي بالأشياء التي أحبها أياً كانت لغتهم. وأتمنى لو كانت هناك وسائل سريعة ودقيقة للترجمة الآلية، فزيادة الأصدقاء والتواصل مع الأشخاص المهتمين بذات الأمور سيكون شيئاً رائعاً، لكن للأسف هذا ليس متوفراً بسهولة”
يمكننا التعاطف مع هذه الرغبة، فنحن أيضاً في دوجين وورلد نقوم بترجمة مقالاتنا إلى أكثر من عشرة لغات من أجل ايصالها إلى القراء من مختلف أنحاء العالم. وهناك بالتأكيد حاجة ملحة إلى وسيلة سهلة للترجمة من أجل تشجيع المؤلفين من أمثال ماتيلدا وإيصال كتاباتها إلى أكبر عدد ممكن من القراء المحتملين.
ماتيلدا في كوسبلاي مدربة بوكيمون الذي ارتدته من أجل المقابلة.
ماتيلدا
تويتر: @bloominglight
Follow @doujinworld
Writer
Shiro Sato