الكوسبلاير ميكيسكيه: متعة الكوسبلاي غيرّتني بشكل جذري

 

الشخصية التي كنت أتوق لرؤيتها تتجسد على أرض الواقع!!

كنت في انتظار حدث مهم للغاية بالنسبة لي هذه السنة… إعادة إطلاق نسخة جديدة من أحد ألعاب الفيديو الشهيرة التي أحبها!

لا ابالغ بالقول إنني كنت في انتظار هذا لسنوات طويلة، سنوات قضيتها في تخيل كيف سيكون شكل الإصدار الجديد، وكيف ستجعل تقنيات الغرافيك الحديثة ابتسامة شخصياتي المفضلة النشطة أكثر واقعية…! يا للإثارة!!!

 

لكن من هي شخصيتي المفضلة؟ آريس؟ تيفا؟ لا لا.. شخصيتي المفضلة كانت ولا تزال كما هي منذ إطلاق اللعبة لأول مرة.. يوفي!

 

ومرّت الأيام عليّ في هذا الانتظار… ولكن! أين الإصدار الجديد؟ كلما مرّ المزيد من الوقت كلما أصبح من الصعب عليّ إخفاء خيبة أملي وتبرمي.. ما الذي يستغرق كل هذا الوقت؟ متى ستطرح النسخة الجديدة إلى الأسواق؟؟ لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا!

وفي خضم هذا الترقب والانتظار.. فوجئت ذات يوم بشخصيتي المفضلة وقد خرجت من الشاشة إلى أرض الواقع!!

 

كوسبلاي شخصية يوفي كيساراغا من لعبة Final Fantasy VII Advent Children

 

 

 

ستجد في صفحات المانغا دروساً حياتية هامة للغاية…!

“كنت منذ طفولتي مولعة بشخصيات الفتيات المحاربات”

 

هكذا بدأ الحديث مع ميكيسوكيه الكوسبلاير التي عرفتنا عليها الكوسبلاير كاو توريومي ووافقت اليوم على إجراء مقابلة معنا.

بينما كنت أنا مذهولاً بالتحديق إليها، هل وصل الكوسبلاي إلى هذه المرحلة؟ شخصيتي المفضلة تجلس أمامي هنا على أرض الواقع؟

 

“… هذا مجرد كوسبلاي بالطبع، لكنني سعيدة بأنك تحب يوفي مثلي، يوفي شخصية رائعة أليس كذلك؟ أنا معجبة للغاية بستايل شخصيتها، وكذلك نشاطها وإشراقها الدائم، ناهيك عن أنني لطالما وجدت الفتيات ذوات قصة الشعر القصيرة فاتنات”

 

أوافق بشدة! لكن.. أرى أن ميكوسكيه قد قامت بأداء كوسبلاي عدد كبير من الشخصيات الانثوية التي تمثل محاربات أو مقاتلات.. فكيف يا ترى بدأ إعجابها بهذا النمط من الشخصيات بالتحديد؟

 

كوسبلاي شخصية ساكوماريتسو من لعبة Ensemble Blue Stars

 

“يعود أصل هذا إلى الفترة التي كنت لا أزال فيها طالبة في المدرسة الابتدائية، كان أبي يحب قراءة المانغا. بالنسبة لي وقتها لم أكن أعرف الكثير عن المانغا، وكان انطباعي أنها فقط كتب فيها أناس يتقاتلون دائماً ويحاربون وحوشاً مخيفة ولم يكن ذلك يثير اهتمامي بشكل خاص. لكن في أحد صحبني والدي إلى محل لبيع الكتب، وبينما نحن هناك لفت نظري مجلد مانغا ذو صور بارعة الجمال واشتريته… كان هذا الكتاب هو مانغا (هونشين انغي) التي ظهرت مسلسلة في مجلة (شونين جامب مانغا) وقد تم جمعها في مجلد واحد، كان هذا أول عمل مانغا قرأته، وتدريجياً بدأت أقرأ المزيد من المانغا واستمتع بها”

 

قرأت ميكيسوكيه الكثير من الأعمال الشهيرة التي نشرتها شونين جامب، لكنها كانت على موعد مع مانغا أثرت فيها بعمق.

 

“ربما تكون قد سمعت بالمانغا المدعوة (بريتي فيس) PrettyFace، بطل هذه المانغا شخصية رائعة للغاية. في المانغا هو شاب خبير في الفنون القتالية.. ونتيجة لسلسلة من الأحداث يتحول إلى انثى! وليس أي انثى.. بل يتحول إلى فتاة بارعة الجمال تحصل على الحب والإعجاب من جميع الناس من الجنسين، وتراه دائماً مشرقاً نشيطاً وقويّ الحضور. باختصار، تحولت هذه الشخصية إلى مثلي الأعلى. وحلمت دائماً بأن أصبح أنا بدوري شخصاً قوياً مثلها. وكانت هذه هي البذرة التي نمت إلى ولعي الحالي بكوسبلاي شخصيات المحاربات”

 

إذاً ميكيسوكيه مثلها مثل الكثير من البنات والأولاد تأثرت بعمق بشخصيات المانغا التي قرأتها.. كاتب هذه السطور بدوره ليس استثناءً.

 

“صفحات المانغا ليست رسوماً وقصص فقط، بل يوجد فيها دروس حياتية مهمة للجميع، وهذا أحد الأسباب التي تدفعني إلى حب المانغا بعمق”

 

 

اعتنق ما تحبه بلا خجل أو تردد!!

بعد سماع هذه القصص من طفولة ميكيسوكيه، أردنا أن نعرف المزيد على الظروف التي أدت إلى اتجاهها إلى الكوسبلاي.

 

“على الرغم من حبي الكبير للمانغا، لم افكر أو احس بالرغبة في أداء الكوسبلاي في البداية. بدلاً من ذلك كنت أحب كتابة المانغا، وفي المدرسة الابتدائية كنت أكتب المانغا واعطيها لأصدقائي المقرّبين كي يقرأوها ويعطوني آرائهم، وبدأت قدراتي في الرسم تتطور بدورها، لذلك كنت سعيدة للغاية وقررت أن اصبح فنانة مانغا عندما أكبر. لكن في عمر المدرسة الثانوية تخليت عن هذا الحلم بكل أسف. بل وأكثر من ذلك، قررت أن ابتعد نهائياً عن حياة الاوتاكو.. حيث أنه لم يكن حولي أصدقاء يشاركونني هذه الهواية أو يستطيعون فهم هذا الجانب من شخصيتي، لذلك حاولت أن أكبت هوايتي هذه وأندمج مع من حولي”

 

هذا للأسف شيء شائع… لا بد أن الكثيرين منا قد اضطروا للتخلي عن أحلام وهوايات طفولتهم بسبب ضغط أقرانهم.

 

كوسبلاي شخصية شيزوكو موراساكي من HUNTERxHUNER/ احتفال الهالوين في ايكيبوكورو 2019.

 

كوسبلاي شخصية شيزوكو موراساكي من HUNTERxHUNER/ المصور: تاماكي  Twitter@abios_2004

 

“لكن الأمور بدأت تتغير بالنسبة لي عندما انتقلت إلى طوكيو. حيث أن ثقافة الاوتاكو بدأت تصبح شيئاً منتشراً على نطاق واسع، ومع مرور الوقت بدأت أشعر أنه ليس من المستهجن أن اعبر عن حبي للمانغا والألعاب بشكل صريح”

 

مع تغير طريقة تفكير ميكيسوكيه بدأ سلوكها بدوره يتغير، وأصبحت أكثر جرأة في التعبير عن هواياتها والانخراط فيها علانية، وبدأت كذلك تسعى بشكل إيجابي للسير في طريق مهني قريب من هذه الاهتمامات.

 

“تعرفت صدفة على أحدهم ذات مرة، وبعد أن اصبحنا أصدقاء اخبرني أن الشركة التي يعمل بها تبحث عن شخص ليرتدي الكوسبلاي في البوث المخصصة للشركة في إحدى الفعاليات. كان الكوسبلاي لشخصية من نوع الغيارو Gyaru، وبعد أن اتيحت لي الفرصة للمشاركة في هذا النوع من الفعاليات بضع مرات، بدأت أقدر متعة ممارسة الكوسبلاي وقررت أن أبدأ بذلك بشكل شخصي”

 

وكانت الساحة التي اختارتها ميكيسوكيه لظهورها الأول في الكوسبلاي هو فعالية كوميكت.

 

” ارتديت الكوسبلاي بشكل شخصي لأول مرة في كوميكت، وكان الزي الذي اخترته يومها هو ذات الزي الذي أرتديه الآن. بصراحة كنت أحس بالخجل وانعدام الثقة وقتها، لكنني فوجئت بالكثيرين يبادرونني بالحديث أو يطلبون التقاط صور معي. على الرغم من أن الكوسبلاي شيء أردت فعله من أجل رضاي الشخصي، إلا أن تأثرت للغاية بأنه قادر أيضاً على خلق روابط مع الناس”

 

كوسبلاي شخصية ليلوش من انيمي كودغياس

 

 

الكوسبلاي يستطيع أن يكون نبعاً من السعادة

وبعد هذه التجربة الناجحة اعتنقت ميكوسكيه حبها للكوسبلاي وبدأت تمارس نشاطات الكوسبلاي بشكل منتظم عن طريق التقدم لتجارب الأداء والعمل في الترويج للشركات وغير ذلك.. وتخبرنا عمّا تراه أفضل جوانب الكوسبلاي وأكثرها إمتاعاً…

 

”الآواسيه هي أكثر ما احبه بخصوص الكوسبلاي. عندما كنت في المدرسة الإعدادية شاركت في أحد المناسبات مع أحد صديقاتي مرتدين كوسبلاي من مانغا Prince Of Tennis))، بالطبع كانت الأزياء التي ارتديناها وقتها بسيطة إلى درجة أنني اتردد الآن في أطلق عليها اسم (كوسبلاي). لكن على أي حال كانت التجربة رائعة، فقد أحسست وقتها أنني قد انتقلت مع صديقتي إلى عالم تلك المانغا التي نحبها، وجعلني هذا أحس بسعادة بالغة”

 

وأخبرتنا كذلك كيف كان الكوسبلاي بالنسبة لها قوة إيجابية ساعدتها على أن تصبح أكثر تفاؤلاً وحماسة.

 

“بعد بدئي بممارسة الكوسبلاي بدأ الكثيرون من معارفي حتى الذين لا يهتمون بالكوسبلاي أبداً يقولون لي أشياء مثل: “يبدو أنك سعيدة للغاية”، أو” تبدين مشرقة ومبتهجة مؤخراً” ، ويذهب البعض منهم إلى حد الطلب مني أن اعلمهم كيف يمارسون الكوسبلاي أو أن اصحبهم معي إلى فعاليات الكوسبلاي. وبدأت افهم ان هذه الهواية التي كنت اخفيها بخجل ليست عيباً، وإن امتلكت الجرأة لأستمتع بما احبه فإن الناس حولي سيتقبلون هذا كجزء من شخصيتي. وبالمناسبة، الكوسبلاي لم يؤثر عليّ من الداخل فقط.. بل من الخارج أيضاً!”

 

كوسبلاي شخصية كروم دوكورو من مانغا وانيمي Reborn

المصور: آيلو/ تويتر: @aill0311

 

لم أستطع فهم ما تريد قوله، أليست الفكرة من الكوسبلاي أساساً هي تغيير المظهر الخارجي؟

 

“بل على العكس، من ناحية أخرى يمكنك القول أن الحفاظ على المظهر هو عنصر هام من الكوسبلاي كما كان يقول أحد أصدقائي من مؤدي الكوسبلاي. فأنت تطمح لتقمص شخصيات معينة تحبها، وفي سبيل ذلك تضطر للالتزام بحمية غذائية صارمة والاعتناء بمظهرك وجمال بشرتك وما إلى ذلك. بصراحة لو لم أكن اؤدي الكوسبلاي لكنت آكل كل المأكولات التي أحبها بلا تفكير ولكان وزني أكثر مما هو عليه الآن بكثير (تضحك (لذلك فلياقتي الحالية هي بشكل أساسي بفضل حبي للكوسبلاي”

 

هكذا إذاً، بالطبع أعمار شخصيات المانغا والانيمي وأشكالهم قليلاً ما تتغير في تلك الأعمال، وكما قالت ميكيتسوكيه إن كان الكوسبلاير يرغب في تقمص شخصية معينة فعليه أن يبذل الكثير من الجهد للحفاظ على المظهر الشاب الذي يشبه تلك الشخصية.

على الرغم من أن البعض يصفون الكوسبلاي بلعبة للكبار، لكن على مدار هذه المقابلات دائماً ما نفاجئ بكم الجدية والالتزام التي يبديها الكوسبلاير تجاه هوايته، سواء في صناعة الأزياء أو إقامة جلسات التصوير وغير ذلك..

وفي النهاية لم يبق إلا أن نتمنى لميكيسوكيه التوفيق في أنشطة الكوسبلاي المستقبلية!

 

 

·  لمتابعة ميكيسوكيه على تويتر:

 

@misukex4x8x

 

 

 

 

Follow @doujinworld