🇦🇪
🇦🇪

2021.01.06

حكاية كوسبلاير مبتدئة، المشاركة في فعالية كوسبلاي للمرة الأولى (الجزء الأول)

 

 

في مقال اليوم أرغب أن أقص عليكم قصة عن كوسبلاير مبتدئة تشارك في فعالية كوسبلاي للمرة الأولى على الإطلاق، الكوسبلاير التي نتكلم عنها خيالية لكن تفاصيل القصة مستوحاة من تجربتي الشخصية. بعض التفاصيل قد تكون مختلفة عن مناسبات الكوسبلاي التي تحدث هذه الأيام، لكن أتمنى أن تتشكل لديكم فكرة عن الجو العام لهذه المناسبات.

 

 

*******

 

 

مرحباً! سعيدة بلقائكم! أنا واحدة من طالبات الجامعة اللواتي قد تصادفهن في أي مكان، بدأت منذ فترة بارتداء الكوسبلاي في المنزل والتقاط صور لنفسي.. أظن أن التعبير المستخدم لوصف هذا هو (كوسبلاي منزلي)، وأقوم عادة بنشر صور الكوسبلاي على تويتر. وأخيراً وجدت صديقة تشاركني حبي للكوسبلاي وقد دعتني للمشاركة في حدث كوسبلاي معها! وبعد مرور أيام مليئة بالترقب، ها قد بقي يوم واحد حتى موعد الحدث.

 

لذلك بدأت اليوم بإجراء التحضيرات التي علمتني إياها صديقتي، لكن عدد الأغراض الضرورية أكبر من أن تتسع لها حقيبة ظهري! لذلك أخرجت حقيبة السفر من خزانتي وبدأت أملأها.

أحتاج إلى الثياب والشعر المستعار، معدات ومستحضرات التجميل، مرآة المكياج ومناديل إزالة المكياج أيضاً، عدا عن ذلك أحتاج إلى جوارب نايلون طويلة تحسباً لأي مشكلة في الثياب، لا بأس.. هذا منطقي.. دبابيس؟ لا بأس.. شريط لاصق؟؟ هل نحن ذاهبون إلى احتفالية كوسبلاي أم إلى ورشة صناعية؟؟

 

من هنا أخوض مجالاً جديداً تماما بالنسبة لي، لكنني مع ذلك أحس بالكثير من الحماسة والبهجة. كل هذه الأغراض التي حشرتها حشراً في حقيبتي ليست أغراضاً عادية، بل هي الأدوات السحرية التي سأستخدمها لأتحول إلى شخصية جديدة ومثيرة.

دائماً ما كنت أرتدي الكوسبلاي وأنا وحيدة في غرفتي بلا شخص آخر يشاركني هذه المتعة، لكن غداً يحمل تجربة جديدة! لأول مرة سأكون في المكان ذاته مع العديد من الكوسبلاير الآخرين، الكثير من الأصدقاء كي أتسامر معهم ونستمتع بالتقاط الصور سوياً. لذلك حرصت على أن اجهز بعض السكاكر والحلويات كي اعطيها لمن ألتقيهم، ثم أنهيت ما تبقى من التحضيرات وانسللت إلى فراشي، إلا أن النوم جافاني من فرط الإثارة والحماس اللتان كانتا تعتريانني، تماماً مثل أيام المدرسة عندما كان يصيبني الأرق قبل الرحلات المدرسية.

 

وأخيراً!! حان اليوم المنتظر، يا للسعادة! نجحت في ركوب قطاري بصعوبة بعد أن أعاقت حقيبة السفر الثقيلة حركتي.. إلا أنني بدأت أحس بالخجل عندما لاحظت نظرات الركاب الآخرين حولي إلى حقيبتي الضخمة، لذلك تشاغلت عنهم بالنظر إلى هاتفي، وعلى تويتر رأيت أن الكثير من الكوسبلاير الذين اتابعهم يغردون أنهم متوجهون إلى نفس حدث الكوسبلاي، وبدأ شعور بالدفء والثقة يغزو قلبي وأنا أرد على منشوراتهم.

 

 

 

أخيراً وصل القطار إلى المحطة حيث تواعدنا أنا وصديقتي على اللقاء، وبينما نحن متوجهون إلى مكان الحدث بدأت الاحظ كم الناس الذي يمشون في نفس الاتجاه معنا وهو يجرون حقائبهم الثقيلة كحقيبتي. كان هناك شيء مثير في مشهد هذا العدد من الناس متجهين إلى المكان ذاته وللهدف ذاته إلى حد أنه ذكرني بذلك المشهد الشهير من فيلم افينجرز Avengers!

 

وأخيراً وصلنا بسلام إلى هدفنا. لكن مشهد مئات الأشخاص المصطفين أمام البوابات أصابني بالإحباط! لكن صديقتي لاحظت شعوري وطمأنتني قائلة: “لا تقلقي! سيمر الوقت بسرعة ما دمنا نتحدث”أخيرالhg وفعلاً كانت محقة، فقد تحرك الصف بسلاسة وبعد وهلة قصيرة كنا قد وصلنا إلى مكتب الاستقبال حيث سجلنا أسمائنا ودخلنا إلى المبنى.

 

أنا: “لكن.. هل هناك غرف تغيير ثياب كافية لكل هذا العدد الكبير من المشاركين؟”

 

صديقتي:”لا تقلقي بخصوص هذا، ستفهمين عندما ندخل”

 

ومرة أخرى تثبت صديقتي أنها محقة، فعندما أدخلنا أحد العاملين في المكان إلى غرفة تغيير الثياب فهمت كل شيء على الفور.

 

 

ففي الداخل كان هناك غرفة فارغة إلا من الأرضية والجدران والإضاءة، وهناك اصطفت أعداد كبيرة من الفتيات أمام حقائبهن. كان المكان تقريباً في حجم غرفة صف تم فصلها إلى أقسام باستخدام الشريط، وقد اتسعت بشكل ما لحوالي 100 شخص في الوقت ذاته. كان هذا شيئاً غريباً للغاية، فقد كان كل شخص يكاد يكون ملتصقاً بالشخص الذي بجانبه بدون أي مساحة شخصية، لو لم تكن صديقتي هناك لما كنت عرفت كيف أتصرف.

 

 

 

وتحت توجيهات صديقتي بدأنا بتجهيز المساحة المخصصة لنا، فقمنا بوضع مرايا المكياج على حقائب السفر وهكذا أصبح لدينا طاولة مكياج مرتجلة وأصبح بإمكاني أن اضع المكياج كما اعتدت أن افعل في المنزل.. أو هذا ما كان يفترض أن افعله، لكنني لم أستطع مقاومة فضولي في هذا الجو الجديد، فبدأت اختلس النظر إلى الفتيات في الصف الذي أمامنا لأرى ما هي الشخصيات التي يتنكرن في زيها. فأقل ما يقال عن هذا المشهد الذي أمامي هو أنه مثير للاهتمام، أكثر من 100 في شخص في غرفة واحدة يتنكرون في أزياء كوسبلاي مختلفة في الوقت ذاته! لكن صديقتي وقد لاحظتني طلبت مني أن أكف عن إضاعة الوقت وأسرع، لذلك فتحت حقيبة التجميل وبدأت.

 

لكن مع استعجالي وارتباكي بدأت المشاكل تحدث….

 

أنا: “لقد اتسخ كم زيي بقلم تحديد العيون! ماذا أفعل؟”

 

صديقتي:”لا مشكلة، امسحيه بمناديل مسح المكياج وسيختفي فوراً”

 

أنا: “زينة القبعة انتزعت من مكانها وأنا اتحرك!”

 

صديقتي:”ارجعيها إلى مكانها وثبتيها بالشريط اللاصق”

 

أنا:”سحاب تنورتي…! أظن أنه قد انتزع!”

 

صديقتي:”لا بأس، لهذا طلبت منك أن تأتي معك ببعض الدبابيس”

 

هكذا إذاً! الآن فهمت، إذاً كل هذه الأغراض التي استهجنتها ولم افهم سببها كانت في الواقع احتياطاً ضرورياً! بالمناسبة خلال كل هذا كنت اراقب صديقتي باستغراب وهي تضع الصمغ على وجهها وتلصق الشعر المستعار بقرب جبهتها، الأمر الذي بدا لي غريباً (اتضح أنها تفعل ذلك لإخفاء خط شعرها بحيث يبدو شكلها قريباً إلى شكل الشخصية التي تتنكر في زيها”

 

واخيراً انتهت استعداداتنا وأصبحنا جاهزتين. لذلك قمنا بإيداع حقائبنا في المكان المخصص لذلك وتوجهنا إلى زاوية التصوير. الكوسبلاي الذي اخترناه لهذا اليوم كان كوسبلاي لشخصيتي آيدول في ملابس استعراضية، أظن أن هذا ما يدعونه في الكوسبلاي باسم (آواسيه)، بالطبع كنت في سري أكاد أصرخ من الحماسة وأنا أفكر:”هاتان الشخصيتان تمشيان جنباً إلى جنب!! هنا على أرض الواقع!!” يبدو أن هذا هو قدر الاوتاكو، أن تشعر بحماس وسعادة هائلة وتكافح لكي تتصرف بشكل طبيعي.

 

وها نحن أخيراً نخطو إلى القاعة الرئيسية، وفي تلك اللحظة وجدت أمامي أضعاف ما كان قد صوره خيالي لي عن تجربة المشاركة في فعالية كوسبلاي. فهناك أمامي كان عالم سحري، شخصيات من أعمال شهيرة تمشي هنا وهناك على أرض الواقع، وعشرات المصورين يحومون هنا وهناك. ثياب وشعور مستعارة بألوان زاهية تحبس الأنفاس، وصوت عدسات الكاميرات يملأ المكان، بينما تتدفق أغاني الانيمي الشهيرة من بعيد. كيف يستطيع المرء ألا يستمتع بوقته في مكان كهذا؟ وعلى وقع خفقات قلبي الذي كان ينبض بالحماس والإثارة واصلنا أنا وصديقتي المشي لندخل إلى هذا العالم الساحر.

 

 

(يتبع…)

 

*****

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts