🇦🇪
🇦🇪

2021.01.19

احتفالية من الدوجين إلى الدوجين؟! تغطية الدورة السابعة لمهرجان معبد هاكوريه الخريفي!

 

 

وأخيراً.. إنه مهرجان!!

 

وأخيراً بعد صبر طويل بدأت ملامح عالمنا الذي قلبه فيروس كورونا رأساً على عقب تتضح قليلاً وبدأت أوجه من الحياة تعود إلى طبيعتها شيئاً فشيئاً هنا في اليابان. وبدأت أحس بأننا جميعاً نحاول أن نجد طرقاً للتعايش مع واقع الحياة الجديد… وفعاليات الدوجين بدورها بدأت تعود تدريجياً وإن كان ذلك في ظل قواعد تباعد اجتماعي صارمة.

 

وأحد هذه الفعاليات التي عادت كانت الدورة السابعة لمهرجان معبد هاكوريه الخريفي! وإلى هناك توجهنا لتغطية هذا الحدث المنتظر..

 

قِبلة فعاليات الدوجين في اليابان!

 

قد يكون هذا غنياً عن القول بالنسبة لأي دوجين أو مهتم بثقافة الاوتاكو، لكن مكان الاحتفال كان طوكيو بيغ سايت (Tokyo Big Sight)

 

 

 

احتفالية من الدوجين إلى الدوجين؟ ما الذي يعنيه هذا بالضبط؟

قبل أن نسترسل في تغطيتنا لهذا الحدث، لا بد أن نشرح لكم ولو بشكل مختصر ما هو مهرجان معبد هاكوريه.

 

على صفحة الحدث الرئيسية على الانترنت ستجد التعريف التالي: (مهرجان معبد هاكوريه هو احتفالية ومعرض مخصص لبيع أعمال الدوجينشي برعاية معبد هاكوريه).

ويمكنني أن أتخيل ارتباك أي شخص يقرأ هذا التعريف بدون معرفة مسبقة بالموضوع، احتفالية دوجين برعاية معبد؟! ما دخل المعابد بالدوجين والدوجينشي!

 

لكن هناك تفسيراً لهذا اللغز، دعني أشرح لك…

معبد هاكوريه هذا ليس مكاناً حقيقياً، بل هو معبد خيالي يظهر في لعبة Toho Project (مشروع الشرق) التي ينتجها نادي الدوجين المعروف Team Shanghai Alice. أي أن هذا حدث يقيمه الدوجين من أجل غيرهم من الدوجين وهو مخصص بشكل رئيسي لمحبي أعمال TOHO.

 

وللذين لا يعرفون Toho Project فهي سلسلة فائقة الشهرة في عالم الدوجين، وقد بدأت بلعبة فائقة النجاح تفرعت إلى أنواع عديدة أخرى من الدوجينشي مثل أعمال المعجبين والموسيقى وغيرها الكثير إلى حد أنه لا يوجد دوجين لا يعرف علامة توهو بروجيكت… أحس بأن الكثيرين منكم سيبدئون بالتململ متسائلين عن معنى كل هذا! لكن هذا أفضل شرح يمكنني تقديمه!

 

 

 

تغطية الحدث

وهكذا تجدونني في بيغ سايت متحمساً لتغطية الحدث، لكنني لم أكن وحيداً! بل كان بصحبتي شخص قد يذكره من يتابعون مقالات دوجين، الكوسبلاير Hikaru الفائز بجائزة أفضل كوسبلاير لعام 2020، إن كانت قد فاتتك قراءة مقابلتنا معه فيمكنك إيجادها في الرابط أدناه، لم لا تلقي نظرة؟

 

صورتي وأنا أملأ استمارات طلب المشاركة الصحفية، شكراً جزيلاً لإدارة المعرض على تعاونهم.

 

نظراً إلى أننا كنا حاضرين بصفتنا الصحفية، استطعنا دخول المعرض قبل عامة الزوار واستطعنا رؤية أعضاء النوادي وهم يحضرون البوث الخاصة بنواديهم لاستقبال الزوار. وعندها لاحظت شيئاً في أحد الزوايا لفت نظري على الفور. إنها إيتاشا!

(إيتاشا مصطلح ياباني يطلق على السيارات المزينة بملصقات ورسوم شخصيات انيمي ومانغا)

 

 

العديد من السيارات المغطاة بالملصقات والصور البديعة، وحتى لوحات الأرقام بدورها تحمل أرقاماً مستوحاة من الحدث أو من اعمال شهيرة، مثل واحدة كانت تحمل الرقم (8901 هاكوريه).

 

لوحة أرقام مصنوعة يدوياً، يا للإتقان!

 

وبالنسبة لغر مثلي لا يكاد يعرف أي شيء عن الإيتاشا كان السؤال الذي خطر لي على الفور هو (هل هذه السيارات مخصصة للعرض فقط أم هل يركبها مالكوها بشكل اعتيادي؟؟)، وانتهزت الفرصة لأسأل أحدهم هذا السؤال.

 

“أقود هذه السيارة بشكل يومي بالطبع، فجميع مواصفات وقطع السيارة مصنوعة بشكل خاص لتتوافق مع الرسوم والألوان”

 

وأراني مالك آخر الرسوم التي تزين داخل سيارته، وأخبرني كيف كلّف رساماً صينياً برسمها مستخدماً برامج الترجمة الفورية للتواصل معه. هذا الحماس العابر للحدود والبحر في سبيل الحصول على رسوم تناسب ذوقه الشخصي بدقة كان شيئاً أثار إعجابي. وتعرفت كذلك على واحد منهم أخبرني أنه يمارس هواية تصميم الإيتاشا منذ حوالي العشر سنوات، وأثار استغرابي عندما أخبرني بشكل عابر كيف أن تزيين جانب واحد من السيارة بالملصقات قد يكلف مبلغاً طائلاً من المال.

 

قمنا في DoujinWorld بإجراء العديد من المقابلات مع ناس يمارسون نشاطات دوجين متنوعة وسمعنا منهم الكثير من القصص المثيرة، لكن الإيتاشا ظلت حتى الآن مجالاً لم تسنح لنا الفرصة لاستكشافه، لذلك أقسمت في سري أن اجري مقابلة قريباً مع أحد ملاك الإيتاشا.

 

 

 

 

التجول بين المعروضات

وفي هذه الأثناء تم إلان افتتاح الحدث على الإذاعة الداخلية للمبنى وبدأ الزوار بالتدفق إلى الداخل. ولفت نظري على الفور كيف ألقت جائحة كورونا بظلالها على هذا الحدث بدورها. على الرغم من أن الجميع يتحرقون شوقاً للعودة إلى الحياة الطبيعية، لكن كل زوار المعرض كانوا ملتزمين بتجنب الزحام قدر الإمكان والانتباه لمراعاة التباعد الاجتماعي باستخدام العلامات التي تم وضعها على الأرضية من قبل المنظمين. هذا الحس من التعاون والمراعاة هو مفتاح ثقافة الدوجين الذي أتاح لها أن تتطور إلى ما هي عليه اليوم.

 

وبينما نحن من بوث إلى أخرى في أرجاء المكان استوقفتني هذه اللافتة المعروضة على أحدها يعرض على المتفرجين استخدام قفازات بلاستيكية لتفقد المعروضات، درجة الوعي بين المشاركين في أحداث الدوجين أشعرتني بالفخر لانتمائي إلى هذا المجتمع.

 

أحد النوادي التي عرضت على الزوار قفازات بلاستيكية للحماية من العدوى.

 

قبعات شخصيات مانغا مصنوعة يدوية. يا للإتقان والانتباه إلى أدق التفاصيل.

 

أغطية هاتف محمول ذات طابع ياباني تقليدي خلاب.

 

بعض أعضاء النوادي دأبوا على المشاركة منذ بداية Toho Project، والصنعة المتقنة لهذه المراوح اليدوية تشعرك بحبهم العميق لما يصنعونه.

 

بعض الثياب والأزياء التي كانت معروضة للبيع كانت بديعة لدرجة يستحيل معها تصديق أنها من صنع هواة.

 

نادتنا هذه الفتاة قائلة: “أرجوكم أن تروا عملي للعالم!” ونحن بدورنا كنا في منتهى السعادة لتلبية طلبها!

 

بطاقات لعب ثلاثية الأبعاد، دقة وجمال الصنعة مبهر…

 

وهنا أيضاً، تماثيل صغيرة بصنعة دقيقة.

 

تمائم يابانية تقليدية مصنوعة يدوياً. لا بد أن شبح المرض سيهرع هارباً من المكان بفضل سحرها!

 

أحد البائعات في الكوسبلاي كانت ترتدي درع وجه شفافاً للوقاية من العدوى، لم أدرك كم أوحشتني رؤية الوجوه المبتسمة حتى قابلتها…

 

بعض الكوسبلاي الصادم بدوره أمر معتاد في مناسبات الدوجين، بشكل ما يشعرني هذا بالأمان، كأني عدت إلى حيث أنتمي بعد غياب طويل.

 

بعض التمائم المستوحاة من الدوجينشي. مع أختام حمراء ومكتوبة بيد كاهنة معبد شينتو سابقة!!

 

على الرغم من أن هذه لم تكن احتفالية كوسبلاي، لكننا تمكنا مع ذلك من رؤية الكثير من الكوسبلاي الجميل.

 

ارتداء الكوسبلاي في هذه الفعالية يتطلب تقديم طلب مسبق، وكذلك التسجيل في تطبيق (COCOA) الذي قامت وزارة العمل والصحة اليابانية بصنعه… كل الاحتياطات اللازمة لتقليل العدوى قد تم اتخاذها!

 

بعض الأعمال المشاركة في مسابقة الرسم الخاصة بالمعرض

 

 

صلاة من القلب من أجل تطور وتقدم ثقافة الدوجين

كما ترون معي، أخيراً بدأت بعض الفعاليات تعود هنا في اليابان. وإن كان ذلك في ظل قيود واحتياطات صارمة مثل الحفاظ على التباعد الاجتماعي، قياس حرارة كل المتواجدين، وتعقيم الأيدي بشكل مستمر. بالطبع لا يزال فيروس كورونا وما أتى به من مصاعب مستمراً في كل العالم ولا يزال علينا جميعاً أن نتخذ كل الاحتياطات الممكنة لمواجهة هذا الخطر. ولكن… ثقافة الدوجين وما تمثله أقوى من أن يهزمها شيء مثل هذا الوباء! وبجهدنا جميعاً ستستمر هذه الثقافة في الانتشار والتطور!

 

 

  • كل الصور المرفقة بالمقال تم التقاطها بعد أخذ موافقة المعنيين على التصوير والنشر.

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts