2021.04.14
الكوسبلاير كازوهيرو يودا: التواصل عن طريق الشرب؟
طريق غير مألوف إلى عالم الكوسبلاي
موعدنا اليوم مع شخص يمتلك ماضياً مهنياً وشخصياً مختلفاً جداً عمّا اعتدنا عليه. فصديقنا الجديد كوسبلاير وممثل، وكذلك جندي سابق في جيش الدفاع الوطني الياباني. وبالنسبة لي كشخص عادي لا يميزه شيء مثلي فإن فهم هذا الطريق الذي مشاه يودا ليصل إلى الكوسبلاي كان عصيّاً على الفهم.
“الحياة تشبه ألعاب البقاء Survival Games، مثلاً المعرفة والخبرة والضرورية في أشياء مثل الطعام، عندما تريد تأمين الدعم الضروري لمنطقة متضررة بكارثة طبيعية على سبيل المثال، يجب عليك أن تفكر جيداً ما هي التحضيرات الضرورية للعملية. وعندما لا يكون هناك أي مؤن متوفرة يجب عليك أن تمتلك المعرفة لتميز ما هي الأشياء التي تستطيع أكلها لتبقى على قيد الحياة، لذلك كنت أتمرن على سيناريوهات كهذه باستمرار”
… ماذا؟ لم نكد نبدأ بالمقابلة وها هو يبدأ الحديث عن أمور عصية على الفهم عليّ!! لكن بعد أن حدثني عن التمارين الخاصة التي كان يمارسها بهدف تجربة واختبار السيناريوهات القصوى لم أمتلك إلا أن أضحك. ويبدو أن حتى زملاءه في الجيش حينها كانوا بدورهم يشعرون بالاستغراب حيال تلك التمارين.
هذه هي عيون القناص الحقيقي!
“بعد تركي لجيش الدفاع الياباني قررت أن أستغل الخبرات التي اكتسبتها خلال خدمتي وبدأت العمل كمستشار خاص للوقاية من الحرائق. بالطبع يتضمن هذا العمل الكلام أمام الناس، لكنني لطالما عانيت من فوبيا الحديث أمام الناس. وبدأت أفكر أنني يجب أن افعل شيئاً ما للتغلب على هذا الخوف، لذلك بدأت بالعمل ككومبارس أيضاً”
لكن ما لم يكن يودا يعرفه هو وقتها أن هذه الخطوة سوف تتحول إلى مدخل الطريق الذي سيوصله في النهاية إلى الكوسبلاي.
“بما أنني جندي سابق في جيش الدفاع فقد تواصل معي أحدهم ليسألني إن كنت مستعداً لارتداء كوسبلاي زي عسكري في مناسبة للكوسبلاي. في تلك الفترة كان هناك انيمي اسمه GATE تنتمي الشخصية الرئيسية فيه إلى جيش الدفاع الياباني، وتحمست للغاية لارتداء كوسبلاي تلك الشخصية فكان ردي بالموافقة على الفور. بما أن موضوع الكوسبلاي كان شخصية تنتمي مثلي إلى جيش الدفاع، فقد عقدت العزم على أن اعتني بهندامي وارتدي الثياب المموهة بإتقان”
حكى لنا عن حياته العاصفة وما مر به.
في أعماقك تكمن القوة اللازمة لمتابعة الطريق!
في تلك المناسبة تعرف يودا على الكثير من مؤدي الكوسبلاي ذوي الخبرة الطويلة، وبفضل نصحهم وإرشادهم بدأ يمارس الكوسبلاي انطلاقاً من رغبته الشخصية وليس كخدمة لأي شخص.
“في أحد الألعاب المجانية التي تعرفت عليها بالصدفة كان هناك شخصية ترتدي زياً عسكرياً قديم الطراز. عندما وقعت عيناي على تلك الشخصية للمرة الأولى شعرت بإعجاب شديد بطريقة تصميم الشخصية ورسمها. وظننت أنه سيكون من الممتع أن أرتدي زي تلك الشخصية وأنقلها إلى عالم الواقع. لذلك اخترت هذا الزي ليكون زي الكوسبلاي الأول الذي سألبسه. فتلك اللعبة كانت إلى حد ما لعبة مغمورة ولا يعرفها الكثيرون، ووجدت أن هذا يناسبني تماماً”
كوسبلاي شخصية ميكي زاكاراياس من Attack On Titan
المصور: كوزي @cozy1215
إلا أن أداء كوسبلاي شخصيات لا تتمتع بالكثير من الشهرة يطرح مشكلة عدم توفر أزياء تلك الشخصيات للبيع. ولكن لحسن فإن أيام يودا في جيش الدفاع زودته بالمهارات الضرورية للتغلب على تلك المشكلة.
“جزء من واجباتي خلال الفترة التي قضيتها في الجيش كان يتضمن استخدام آلة الخياطة والقيام بكيّ الملابس. وبفضل ذلك كنت أمتلك بعض مهارات الخياطة الأساسية. لذلك وجدت بذلة عسكرية تشبه زي الشخصية وبعد بعض التعديلات أصبحت مناسبة تماماً لأداء الكوسبلاي. لكن المشكلة الحقيقية كانت هي المكياج…. لم أكن أملك أدنى فكرة ما هي المستحضرات الضرورية، وحتى الوقوف أمام أرفف أدوات التجميل في السوبرماركت كان يصيبني بالخجل والارتباك”
هل أخطأت الغرفة…؟ موقف محرج وصدمة في مناسبة الكوسبلاي الأولى
يتابع يودا ليخبرنا عن موقف محرج حصل له خلال مشاركته الأولى في مناسبة كوسبلاي، ولم يزل محفوراً في ذاكرته إلى يومنا هذا.
“دخلت غرفة تغيير الملابس للمرة الأولى، وكانت الإضاءة خافتة إلى حد ما، وبينما أنا افكر قلقاً إذا كنت قد استخدمت مساحيق التجميل بشكل صحيح أو لا، وإذا بي ألمح بطرف عيني فتاة جميلة في ثيابها الداخلية..!! بالطبع كانت صدمة محرجة واعتقدت للوهلة الأولى بأنه لا بد من أنني قد دخلت غرفة تغيير الثياب الخطأ واحترت فيما أفعل.. لكن عندما دققت النظر اكتشفت أن من أمامي ليس فتاة…. بل كان شاباً! لكنني في كنت حالة يرثى لها من الإحراج والارتباك (يضحك(”
لكن مع مرور الوقت وتراكم الخبرات اعتاد يودا عالم الكوسبلاي وأصبح جزءاً طبيعياً من حياته. وترافق هذا مع تغير في اختياره للشخصيات التي يؤديها كما يخبرنا.
“في الفترة الأولى كان حبي للشخصيات هو المعيار الوحيد في قراري بأداء هذه الشخصية أو تلك. لكن مع الخبرة بدأت أفكر في عوامل أخرى، مثل أي الشخصيات تناسب بنية جسمي وأيها يتماشى مع مظهري بشكل عام. لذلك كثيراً ما أختار شخصيات فرعية أو ثانوية لأؤدي الكوسبلاي في زيها، وهذا مفيد للغاية خصوصاً عند المشاركة في (آواسيه) مع مؤدي كوسبلاي آخرين”
كوسبلاي شيكاتا رينجي من طوكيو غوكوجو.
المصور: Crossfive
كوسبلاي شخصية سانجي من ون بيس
المصور: ايكورا @came_19ra
تحلّ بالشجاعة الضرورية لأخذ الخطوة الأولى!!
السبب الأساسي الذي يدفع شخصاً ما إلى تجربة الكوسبلاي لأول مرة يختلف من شخص إلى آخر. لكن يودا يشاركنا رأيه بأنه من الهام جداً أن يأخذ المرء الخطوة الأولى بشجاعة إن كان يمتلك الرغبة في أداء الكوسبلاي.
“من الأفضل ألا نولي اهتماماً أكثر من اللازم لجودة الكوسبلاي في البداية. إن وجدت الشجاعة الكافية للبس زي كوسبلاي ووضع المكياج والعدسات اللاصقة، فإن عالمك كله سيتغير فوراً، حيث أنك إن استجمعت جرأتك وذهبت إلى مناسبة كوسبلاي فإن كل المشاركين سيتعاملون معك كأنك حقاً تلك الشخصية التي ترتدي زيها. وصدقني فإن هذا سيجلب لك الكثير من السعادة. بالإضافة إلى ذلك لا تنس أن تمدح نفسك خصوصاً في المرة الأولى التي ترتدي فيها الكوسبلاي! وخطوة فخطوة ستتطور خبراتك وتستمتع بالتجربة أكثر وأكثر”
يا لها من كلمات حماسية. ويبدو أن هذا ليس رأيي وحدي، فقد سمعت أن يودا كان السبب في إعطاء الدافع للعديد من الكوسبلاير الآخرين لأخذ خطوتهم الأولى مع الكوسبلاي.
“الكوسبلاي ممتع للجميع بلا شك، لكن لا بد من أن نعترف أنه بالنسبة للكوسبلاير الإناث تحديداً هناك أمور عديدة يجب الانتباه إليها. فالكوسبلاير قد تحب شخصية ما وتكافح لأداء الكوسبلاي عن طريق الالتزام بحمية صارمة أو نظام دقيق للعناية بالبشرة أو غير ذلك، ليتوّج جهدها بكوسبلاي ناجح في النهاية. لكن بعض الرجال لا يرون من كل هذا إلا الأشياء التي يريدون أن يركزوا عليها…. كوني أنا الشخص الذي شجّع أولئك الفتيات على خوض تجربة الكوسبلاي فإنني اشعر بمسؤولية شخصية واحاول أن أقوم بحمايتهن بأقصى جهدي”
ملاك حارس من جيش الدفاع الوطني! هذا كاف ليطمئن القلب!
كوسبلاي شخصية ريوجي كاجي من Evangelion
المصور: يوميكاواكيه @kei_yumekawa
(توري آييزو ناما) عبارة تمد جسور التواصل بين الثقافات؟
كما نرى من حديثنا معه وما سمعناه عن تجاربه فإن يودا يتمتع بالكثير من الصفات القيادية التي يسخرها في نشاطات الكوسبلاي. وتبرز هذه الصفات القيادية بقوة عند مشاركته في معارض الدوجينشي، خصوصاً عندما يكون هناك مشاركون أجانب من خارج اليابان.
“ألا ترى معي أن الناس الذين يقطعون هذه المسافة الطويلة للسفر إلى اليابان للمشاركة في معرض مثل كوميكس ماركت يحملون كماً هائلاً من الحب؟ حبهم للمؤلفات ولثقافة الدوجين أمر يثير إعجابي واحترامي. لذلك عندما أصادفهم في مناسبات الدوجين أحاول جاهداً أن أعرفهم على عادات الضيافة اليابانية. وهذا ما اسميه النومينيكشن (دمج نومي بمعنى شرب باليابانية وكوميونيكشن بمعنى تواصل بالانكليزي) هذا شيء نحن بحاجته على المستوى العالمي برأيي! عندما أتعرف على شخص من خارج اليابان في كوميكت وتنعقد بيننا أواصر الصداقة فإنني احرص على دعوتهم إلى ايزاكايا (بار ياباني تقليدي) وتعليمهم العبارات اليابانية مثل توري آييزو ناما (بمعنى لنبدأ بكأس من البيرة)”
هناك شيء ما خطأ في هذا المنطق…
لكن دعنا من النومينيكشن والتوري آييزو ناما، جوهر ما يقوله يودا صحيح تماماً في رأيي، الحب المشترك لمؤلفات الدوجينشي أمر يتجاوز حدود الثقافات واللغات، وهذا الحب بدوره هو وسيلة للتواصل بين الناس مهما كانت خلفيتهم الثقافية.. وامنيتنا الدائمة هي أن تواصل ثقافة الدوجين تطورها وازدهارها وتجتذب المعجبين من كل أنحاء العالم!
كوسبلاي آراكاوا Under the bridge sister
المصور: تاماكي يوكيهيرو @abios_2004
· لمتابعة يودا
تويتر: @HCLI_JPN
فيسبوك: 養田和裕
Follow @doujinworld
Writer
Shiro Sato