🇦🇪
🇦🇪

2020.09.23

(الكوسبلاي روري) القوة لتثابر على فعل ما تحبه.

أعطتنا المقابلة وهي في كوسبلاي شخصية ميكو هاتسوني

 

 

لحظة البداية هي عندما تسأل نفسك: هل أستطيع فعل هذا؟

روري لديها أكثر من عشر سنوات خبرة في ارتداء الكوسبلاي، أما بالنسبة لعمرها فهي لا تزال في العقد الثاني من العمر… لحظة! كيف يعقل أن يمتلك شخص صغير السن إلى هذا الحد كل هذه الخبرة؟

سؤال مثل هذا لا معنى له في حديثنا هذا! بالنسبة لمحترفي الكوسبلاي، العمر الحقيقي هو مجرد تفصيل تافه! عندما ترتدي الكوسبلاي يصبح سنك هو سن الشخصية التي تمثلها، وبما أن روري ترتدي كوسبلاي ميكو هاتسوني الآن، فعمرها 16 عاما!

 

في البداية قررنا أن نستفسر عن السبب الذي جعلها تنخرط في الكوسبلاي.

 

“لطالما كنت من المعجبين بالانيمي والمانغا وممثلي الصوت، وبدأت أتردد على المعارض والمناسبات المخصصة لهواة هذه الأمور، كنت دائماً أرى أشخاصاً يرتدون الكوسبلاي هناك لكن لم يخطر لي أن أجرب الكوسبلاي بنفسي. حتى تعرفت على فتاة سرعان ما أصبحت صديقة مقربة لي، وعلمت بأنها تقوم بالكوسبلاي. عندما تعلم أن أحد معارفك يقوم بنشاط ما سرعان ما تبدأ تتساءل إن كنت أنت أيضاً تمتلك القدرة على فعل الشيء ذاته، لذلك قررت أن أجرب”

 

بوجود صديق يمكنك نقاش شخصياتك المفضلة معه وانتقاء الأزياء المختلفة معاً لا بد أن الأمور تطورت بسرعة من هناك لأداء كوسبلاي العديد من الشخصيات، أليس كذلك؟

 

“ليس تماماً، في البداية لم أكن أقوم بكوسبلاي لشخصيات معينة، بل فقط قمت بارتداء كوسبلاي عامة أكثر مثل ملابس الميد (الخادمة)، أظن أنني بعد مرور بعض الوقت بدأت اعتاد على الأمر وارتاح له، ومن ثم قررت أن أجرب القيام بكوسبلاي لشخصية محددة، أول كوسبلاي لشخصية قمت به كان لشخصية مارسيل من مسلسل Angelique))”

 

 

يطمح الكثيرون عند ممارسة الكوسبلاي إلى تقمص الشخصيات التي يتنكرون في زيها بشكل كامل ويرون أن هذا هو مصدر المتعة الأساسي لممارسة الكوسبلاي، إلا أن روري تحمل رأياً مختلفاً بعض الشيء:

 

“لا يتعلق الأمر بالنسبة لي بأن اتقمص شخصية الكوسبلاي بقدر ما هو الإحساس بأنني أرتدي تلك الشخصية مثل عباءة على جسدي، بالطبع الكثير من الكوسبلاي يطمحون إلى تقمص الشخصيات بشكل كامل، لكن بالنسبة لي أنا شخصياً فهدفي من الكوسبلاي هو الإحساس بالقرب من الشخصيات التي أحبها”

 

 

ليس فقط شراء الزي، بل صنعه بيديك كذلك هو تعبير عن الحب

تحدثنا كيف صنعت زينة شعرها وسماعاتها بنفسها

 

حتى الآن تنكرت روري في حوالي عشرين زي مختلف خلال فترة نشاطها في عالم الكوسبلاي، كانت في البداية تكتفي بشراء الأطقم الجاهزة، لكنها تحدثنا كيف أنها الآن تتجه لصناعة أزياءها بنفسها في كثير من الأحيان.

 

“عندما بدأت بممارسة الكوسبلاي، لم يكن هناك الكثيرون ممن يولون عناية فائقة إلى تفاصيل مثل الشعر المستعار وغيرها، بل كنت ترى العديد من الكوسبلاي يتركون شعرهم كما هو. ببساطة، كان يكفي أن يشعرك الكوسبلاي بالسعادة والرضا عن نفسك. لكن الأمور تغيرت الآن.. أصبح من غير الشائع ألا تهتم بأدق تفاصيل الكوسبلاي. ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وغيره، أصبح دافع الكثيرين من الكوسبلاي هو الشهرة أو لفت الأنظار، بدل أن يكون الهدف هو الاستمتاع والتسلية. وهذا بدوره أحد أسباب التطور السريع في عالم الكوسبلاي.

على سبيل المثال، في الماضي عندما كان يتصادف أن يختار شخصان مختلفان الشخصية ذاتها ليتنكرا في زيها، كان هذا دافعاً للتقارب وقد ينتج عنه علاقة صداقة، أما الآن عندما يحدث شيء كهذا، يتحول إلى نوع من المنافسة لرؤية من أنجز الكوسبلاي الأفضل..”

 

ليس من النادر أن نسمع عن كوسبلاي يدفعون المال لشراء الإعجاب والمشاركات على تويتر، مما يعطي الانطباع أن عالم الكوسبلاي بدوره قد يكون قاسياً وتنافسياً.

 

“أجل، ولكن من ناحية أخرى فإن نوعية الكوسبلاي قد تحسنت بشكل كبير، الأزياء المتقنة جداً سواء تلك الجاهزة منها أو المصنوعة يدوياً قد زادت كثيراً، وعندما نأخذ هذا بعين الاعتبار، فإن هناك أوجهاً إيجابية للغاية للتطور الحالي في الكوسبلاي”

 

 

 

تحلّ بالثقة واعتنق ما تحبه

بعض الأوجه المقلقة لعالم الكوسبلاي اليوم.

 

في هذه الأيام تتراجع الأشياء التي كانت من أساسيات الكوسبلاي مثل الرغبة في تقمص شخصية محبوبة أو الإحساس بالقرب من تلك الشخصيات إلى مرتبة ثانوية أمام الرغبة في الشهرة ولفت الأنظار. كأحد ممارسي الكوسبلاي تقول روري أنها تجد هذا التوجه مقلقاً ويهدد بالتحول إلى مشكلة اجتماعية حقيقية:

 

“من الطبيعي أنه كلما ارتدت الفتاة كوسبلاي كاشفاً أكثر سيجذب هذا إليها نظر الذكور، أستطيع فهم هذا بالتأكيد، لكن لا يجب أن يكون هذا بحد ذاته هو الهدف من الكوسبلاي. بالإضافة إلى ذلك تميل المواقع الإخبارية إلى نشر أخبار عن الكوسبلاي الذين يلفتون الكثير من الأنظار، مما يعطي الكثيرين الانطباع بأن هدف الكوسبلاي الوحيد هو الشهرة، لكن هذا ليس صحيحاً على الإطلاق! كذلك ليست كل الكوسبلاي الإناث حسناوات كما يعتقد البعض (تضحك). أنا امارس الكوسبلاي لأنه شيء أحبه، وشعوري الشخصي بالرضا هو أهم ما في الأمر.

بعض الناس ينظرون إلى الكوسبلاي باستياء، لكني أرى أنه علينا جميعاً ان نسعى إلى فعل الأشياء التي نستمتع بها بدون أحكام مسبقة على بعضنا البعض.

إن كان البعض يملكون الرغبة في خوض التحدي ودخول عالم الكوسبلاي، سواء كنتم تريدون أن تشتروا زياً تنكرياً أو أن تصنعوا واحداً بأيديكم، فإني أشجعكم على المحاولة! فقد تنفتح أمامكم آفاق جديدة إلى عالم مثير!”

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts