🇦🇪
🇦🇪

2020.10.18

مقابلة مع فنان الرسم بنتاغون: ثابّر حتى يتجسد ما تراه بعين خيالك على الورق

حبك لما تفعله هو سر اكتساب المهارة فيه

يوجد في الثقافة اليابانية منذ غابر الأزمان مفهوم الـ(كامي)، الذي ربما نستطيع ترجمته تقريبياً إلى كلمة (إله)، ويٌقال إنه يوجد في اليابان مالا يقل عن 8 ملايين من الكامي، أي أنه يوجد كامي في كل شيء حولنا. وفي هذه الأيام تستخدم كلمة الكامي كنوع من المديح للإشارة إلى العباقرة الموهوبين في مجالاتهم. ولعالم الدوجين بدوره حصته من هؤلاء الكامي، كمثال مجموعة كامي-7، المجموعة الأكثر شعبية وشهرة بين مجموعات آيدول ال 48 كما يسمون.

واليوم نقدم لكم مقابلة مع أحد الأشخاص الذين يمكن القول أنهم قد وصلوا إلى مكانة الكامي في عالم الرسم.

 

مقابلتنا اليوم مع الرسام الذي يلقب نفسه بنتاغون، ويملك حالياً ما يزيد على ال240 ألف متابعاً لحسابه على تويتر:

 

Twitter @RailgunKy

 

الصورة التي تفضل بنتاغون برسمها خصيصاً من أجلنا، وتمثل فتاة تحتسي قدحاً من القهوة.

 

“لم يجرّ أحد مقابلة من هذا النوع معي من قبل، لذلك أشعر ببعض التوتر بصراحة”

هكذا بدأ بنتاغون حديثه معنا مما فاجئناً قليلاً كونه يتمتع بقدر معقول من الشهرة في مجال الرسم، لكنه لم يمنعنا من بدأ المقابلة بسؤاله عن أحد العلامات الفارقة لعمله عن أعمال نظراءه من الرسامين، ألا وهي طريقة استخدامه للخطوط في الرسم.

 

“شكراً لأنكم لاحظتم! طريقة رسم الخطوط هي فعلاً أحد الأشياء التي اوليها عناية خاصة، خلال عملي في الرسم قمت بالكثير من التجارب والمحاولات لإيجاد طريقة لرسم الخطوط بطريقة تحسن الانطباع المرئي العام للصورة وتجعل الألوان أكثر بروزاً، أظن أنني أخيراً وصلت إلى تكنيك خاص لتحقيق هذا. الفكرة هنا هي أنه في حالة رسوم الillustration التي أقوم بها، يكون التركيز أكثر على الرسم نفسه، مثلاً، في حالة الشونين مانغا، يكون الهدف من الرسم هو إظهار قوة الحبكة والشخصيات في سياق القصة، ما افضل أنا القيام به هو التركيز على جمال الشخصيات وإعطاء انطباع بالرقة في عملي”

 

يمكننا إلى حد ما استيعاب ما يحاول بنتاغون اخبارنا به عن طريق تأمل الرسم الذي قام به خصيصاً من أجل هذه المقابلة، الرسم يمثل فتاة تحتسي القهوة، ولكن عند التدقيق يمكن ملاحظة أن الرسم يتجاوز كونه ببساطة رسماً لشخصية تفعل شيئاً، بل ينجح في اقتناص لحظة من الزمن ونقلها إلى الورق. قدرة هذا الرسم على جعلك تحس بأنك تشاهد هذا الموقف بشكل شخصي مبهرة بكل معنى الكلمة.

 

“لا، ليس إلى هذا الحد… لكنني بالتأكيد سعيد بوصولي إلى هذا المستوى بعد الكثير جداً من التدريب. مراكمة التدريب والخبرات هو أفضل طريقة لرفع مستوى المهارة. وفي حالتي كنت أكتفي بنسخ الرسوم في البداية. وأصبحت مهووساً بنسخ الرسومات التي تعجبني بشكل خاص حيث كنت أقضي ساعات طويلة أنسخ الرسم تلو الآخر، وفجأة وجدت لدي ما يزيد عن الألف من تلك النسخ”

 

التفكير في هذا القدر من التفاني يثير الاحترام في النفس. رغم أننا لا نفكر في هذا كثيراً عادة، لكن من الطبيعي أن كل الأشخاص البارزين والمميزين في مجالهم مروا بفترة طويلة من صقل الخبرات والتدريب وهم لا يزالون مجهولين حتى وصلوا إلى مستواهم المتميز.

 

“يحدث بين الحين والآخر أن يصلني ايميل من شخص يطلب رأيي في رسومات قاموا برسمها. لكن في الحقيقة، تقديم النصح أمر صعب للغاية. كما قلت لكم، بدأت أنا رحلتي في عالم الرسم عن طريق نسخ الرسومات التي قام بها رسامون آخرون، لذلك كنت ان تطمح إلى احتراف الرسم، قد تكون هذه طريقة جيدة لتبدأ. المهم حقاً هو أن تمتلك الطموح والرغبة في الرسم. وبينما تتوفر الكثير من الخيارات لطرق الرسم في أيامنا هذه، مثل ألواح الرسم الرقمية أو برامج الكمبيوتر أو غيرها، إلا أن نصيحتي الشخصية هي أن تبدأ ببساطة بقلم وورقة”

 

رسوم قديمة لبنتاغون تلطف بمشاركتها معنا

 

 

اللقاء الغير المتوقع مع أميرة من العالم الرقمي في المدرسة الإعدادية

يلاحظ متابعو عمل بنتاغون أن موضوع الغالبية العظمى من رسومه هن فتيات جميلات في سن المدرسة الثانوية، يقوم برسمهن بطريقة تذكرنا نحن البالغون بشبابنا وتفعمنا بمشاعر الحيوية والنضارة. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما سبب اختيار هذه المواضيع تحديداً لرسمها؟

 

للحصول على مجموعات رسوم بنتاغون عن طريق امازون:

 

https://www.amazon.co.jp/s?i=stripbooks&rh=p_27%3Aぺんたごん&s=relevancerank&text=ぺんたごん&ref=dp_byline_sr_book_1

 

“حتى في سنوات طفولتي كنت أحب الرسم وامارسه طوال الوقت، السبب الذي دفعني إلى تجربة رسم الفتيات في هذه المرحلة العمرية تحديداً هو اعجابي الشديد بهاتسوني ميكو Hatsune Miku المغنية الرقمية المشهورة في عالم الفوكالويد، وقتها لم أكن مهتماً كثيراً بهذه الأمور، لكنه كان حباً من أول نظرة (يضحك)، أصبحت معجباً جداً بشخصية هاتسوني ميكو وقمت برسمها كثيراً. أما السبب الآخر وراء اختياري الفتيات في المرحلة الثانوية لرسمهن هو شغفي بمانغا K-On، خصوصاً شخصية عازفة الطبول في تلك المانغا المدعوة ريتشان، ببساطة هدفي هو أن يحس الناظرون إلى رسومي بنفس أحاسيس الصبا والنضارة التي يبعثها K-On في محبيه.”

 

 

سعة الخيال هي أهم رأسمال للفنان

كلما تقدم بنا العمر وأعيتنا مشاغل الحياة ومصاعبها تبهت ألوان ذكريات شبابنا عندما كنا طلاباً مفعمين بالنشاط والحيوية، لكن نظرة واحدة إلى رسوم بنتاغون كفيلة ببعث اللون والحياة إلى ذكرياتنا الباهتة لتعود تلك المشاعر المنسية إلى القلب.

والسؤال هنا هو كيف؟ كيف يمتلك رسم واحد كل هذه القدرة على التأثير على من يراه عاطفياً؟ لذلك استفسرنا من بنتاغون عن المصادر التي يستعملها لإلهامه بموضوعات رسومه.

 

“الأمر ليس معقداً على الإطلاق، دعونا نأخذ مثال هذه الصورة التي رسمتها لكم لفتاة تشرب القهوة، المصدر الوحيد لكل شيء في الصورة هو خيالي فقط (يضحك)، ما أتخيله هنا هو أن ما تشربه الفتاة ليس قهوة عادية بل قهوة فيتنامية من النوع الذي يكون شديد المرارة ويجب تحليته بالكثير من الحليب المكثف، لم تجرب هذا النوع من القهوة سابقاً لذلك هي قلقة من أنها ستكون مرّة أكثر من اللازم، وفي الوقت ذاته تشعر بالترقب والحماسة لمعرفة كيف سيكون طعم هذه القهوة. ومن ثم بعد ان ارتشفت رشفتها الأولى وجدت أن الطعم لذيذ للغاية. هذا هو الموقف في مخيلتي والذي حاولت التعبير عنه وأنا ارسم الصورة. والباقي هو فقط تخيل قسمات الوجه وتعابيره، تخيل الغرفة حولها، ونقل كل هذا من مخيلتي إلى الورق فقط”

 

لاحظوا الصورة معنا، الحاجبان لا يزالان معقودين قليلاً من أثر القلق، لكن الفم يوحي بالهناء والسعادة، لمسات صغيرة تنقل للمشاهد الحالة الشعورية التي يريد الفنان التعبير عنها.

 

رسم الفتاة التي تشرب القهوة، من خيال بنتاغون إلى الورق!

 

 

مفهوم الكاواي، من اليابان إلى باقي العالم

كلمة (كاواي) اليابانية بمعنى الجمال والجاذبية واللطف تجاوزت حدود اليابان لتصبح مستخدمة حول العالم. وبما أن بنتاغون بلا شك أحد منتجي الصور التي تمثل مفهوم الكاواي، طلبنا منه أن يتوجه بكلمة إلى المتابعين من خارج اليابان:

 

“الكثير من صوري تركز على الحياة المدرسية في اليابان، لذلك قد تكون بعض نواحيها عسيرة على الفهم للغير يابانيين بسبب اختلاف الثقافة والعادات، لكن أظن أن الإحساس بمفهوم (كاواي) هو أمر عالمي يتجاوز اللغات والثقافات، قدرتنا المشتركة على تذوق الجمال هي جسر حضاري يساعد على نقل الثقافة اليابانية إلى خارج اليابان، وكذلك يساعد اليابان على فهم ثقافة باقي العالم، ويسعدني للغاية أن أكون جزءاً من هذا التفاعل”

 

لا شك بأن بنتاغون يقوم بهذا الدور بشكل ممتاز، ولا يسعنا إلا أن ننتظر بترقب أعماله القادمة وكيف سيتفاعل معها جمهوره من داخل اليابان وخارجها.

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts