2020.12.03
فنانة المانغا إيو هينو: في سبيل المانغا أستطيع إيجاد الحماسة الكافية لرسم أي شيء مهما كان صعباً عليّ
كما يوحي الاسم فنحن هنا في DoujinWorld متخصصون في دعم وتشجيع الدوجين. أي أننا مجموعة غير ربحية لا تسعى لشيء غير اتباع مبادئ الدوجين وتشجيعها. ولكن الحقيقة هي أن الحدود بين الدوجين والمحترف أصبحت مشوشة وضبابية في أيامنا هذه، لذلك ارتأينا أنه من المفيد أن نستمع إلى وجهة نظر شخص محترف في مجاله ونستفيد من خبرته، وساعدنا الحظ على إيجاد الشخص المثالي لهذه المهمة!
فنانة المانغا الحسناء، إيو هينو سينسيه!
روت لنا هينو سينسيه الكثير من التفاصيل المهمة حول مسيرتها كفنانة مانغا محترفة
“طلبت منك ألا تستخدم كلمة حسناء في وصفي من فضلك!! ليس هذا الشيء الذي أريد من الناس أن يركزوا عليه! دعك من أنه أصلاً ليس صحيحاً على الإطلاق!”
نعتذر بشدة على هذا… لكن الأسئلة التي نريد سماع إجاباتها من هينو سينسيه أهم بكثير من إحراجنا، لذلك دعونا نبدأ مقابلتنا بسؤال هينو سينسيه، هل قامت بممارسة أنشطة الدوجين قبل احترافها رسم المانغا؟
اليوم الذي دخلت فيه المانغا عالمها لتقلبه رأساً على عقب
“ليس تماماً، لم أقم بالأنشطة التي يقصدها الجميع عندما يتحدثون عن أنشطة الدوجين، مثل صنع كتاب مانغا وبيعه في كوميكت. لكنني بدأت برسم المانغا منذ زمن بعيد. ربما منذ أن كنت في العاشرة من عمري. كنت أحب كتابة القصص الخيالية منذ طفولتي”
إذاً بدأ شغفها بالمانغا منذ وقت مبكر في طفولتها. ربما يمكننا القول إن تراكم هذا الشغف على مر هذه السنوات صنع هينو سينسيه التي نراها اليوم أمامنا، وتحول إلى القاعدة التي تبني عليها رسومها الرائعة.
“قمت بكتابة قصتي الأولى وأنا في الثامنة من العمر. كان كتاب صور. كان حلمي وقتها أن أصبح كاتبة روائية، وأن أرسم الرسوم التي تحتويها رواياتي بنفسي. كنت أتردد في ذلك الوقت على معهد لتلقي دروس اللغة الإنكليزية، وهناك تعرفت على المانغا للمرة الأولى في حياتي! أظن أن المانغا التي رأيتها حينها كانت مانغا (رانما 1/2)، فوجئت للغاية عندما رأيت كيف يحتوي هذا الكتاب على قصة مثيرة ورسوم جميلة في الوقت ذاته، وأدركت أن هذا هو ما كنت أبحث عنه وأريد صناعته! ما زلت أذكر الحماسة الهائلة التي اعترتني عندها”
هذا مثال على اللحظات المصيرية التي يتغير فيها مسار حياة الشخص. ومن وقتها كرّست هينو سينسيه نفسها للنشاط الإبداعي.
“عندما انتقلت إلى الصفوف العليا من المدرسة الابتدائية، لسبب ما كان في يوجد في صفنا ما يشبه مجلة حائط للمانغا في مؤخرة الصف. وكان على أحد الطلاب أن يقوم بكتابة مانغا جديدة وتعليقها هناك اسبوعياً”
ماذا عنكم؟ هل كانت صفوفكم في المدرسة الابتدائية تحتوي شيئاً كهذا؟ للأسف لم نمتلك شيئاً مشابهاً في مدرستي، لكن يمكننا تخيل الفرصة الذهبية التي شكلها هذا لشخص يطمح في أن يصبح فنان مانغا مثل هينو سينسيه، حيث أتاح لها شحذ مهاراتها منذ سن مبكرة وجمهوراً يقرأ ما تكتبه كل أسبوع.
التعرف على أدوات فنان المانغا المحترف
“أيامها كنت أظن أن فناني المانغا يرسمون باستخدام أقلام الحبر السائل العادية، لكن أحد أصدقائي قال لي أن المحترفين يستخدمون نوعاً من ريش الرسم يدعى Dip Pen، فوجئت بهذا الكلام حيث أنني لم أسمع عن هذه الريشة من قبل حتى، لذلك قررت الذهاب إلى متجر مستحضرات الكتابة وشراء ريشة رسم من هذا النوع لتجربتها. وكم كان استخدامها صعباً! لم أستطع رسم الخطوط بشكل واضح، وكان الحبر يقطر من الريشة ويلوث كل شيء، وجعلني هذا أحس بإحباط شديد، لقد كانت صدمة كبيرة”
استخدام أدوات المحترفين ليس سهلاً بل يحتاج إلى الكثير من التمرين!
لكن هذه البداية الصعبة لم تثبط عزيمة هينو سينسيه التي كانت مصممة على تحقيق حلمها، فواصلت التدريب على استخدام ريشة الرسم الاحترافية، وكذلك تدربت على تقنيات التظليل، ويحضرنا هنا أن نسأل عن نوع المانغا التي كانت هينو سينسيه ترسمها في تلك الفترة.
“كنت مولعة بالحيوانات اللطيفة في ذلك الحين، وكذلك كنت احب البوكيمون للغاية، لذلك كان هذا جلّ ما كنت أقوم برسمه. لسبب ما لم أكن مهتمة برسم شخصيات بشرية على الإطلاق وقتها، إلى حد أنني كنت أقوم بأشياء مثل رسم حيوانات على أربع قوائم تمسك سيوفاً! (تضحك)، كان بعض أصدقائي يصارحونني بأن لديّ حساً جمالياً عجيباً”
حيوانات ذات أربع تحمل سيوفاً؟؟ يصعب للغاية تخيل هذا، لكن وصفها لهذا العالم العجيب الذي انتجته في رسومها مثير للاهتمام للغاية.
“لكن بالطبع كنت ادرك أن هذا لا يمكن أن استمر وأنه يتوجب عليّ أن اتقن رسم شخصيات بشرية أيضاً، كل المانغا التي قمت برسمها حتى وقتها كانت خالية من أي شخصيات بشرية، لذلك قررت تحدي نفسي والتفكير بقصص جديدة تصّور شخصيات بشرية. حتى وإن كانت هذه نقطة ضعفي، فقد كنت مستعدة تماماً للمثابرة والتدريب بكل حماسة ما دام هذا في سبيل رسم المانغا”
ما هي مصاعب احتراف المانغا بالنسبة لفنانة انثى؟
حتى بالنسبة لهينو سينسيه التي تمحورت حياتها كلها منذ الطفولة حول حب المانغا ورسمها، كان العمل في هذا المجال زاخراً بالمصاعب والتحديات التي حدثتنا عنها.
“بعد تخرجي من الجامعة بدأت بالعمل كمساعدة في احدى الشركات. في تلك المرحلة بدأتُ أُصدم بالاختلاف المذهل بين عمل الهواة وعمل المحترفين في المانغا. كانا عالمين مختلفين تماماً. لكن الحظ حالفني في تلك الفترة بوجود أستاذ قدير، وعلى الرغم من أنه كان غريب الأطوار قليلاً إلا أنه علمني الكثير من الأمور بخصوص رسم المانغا. كنت أطمح إلى أن أكون قادرة على الوقوف على قدميّ بقدرتي الخاصة في هذا المجال وبأسرع ما يمكن، لذلك بما أنني كنت أجني ما يكفي من المال من عملي، كنت أستغل كل أوقات الفراغ والعطل المتاحة للتدريب على الرسم، وبفضل ذلك بقيت قادرة على كسب عيشي من موهبتي في الرسم حتى عندما اتخذت القرار بالاستقالة من وظيفتي الأولى.
للأسف هناك انطباع عام في عالم المانغا الاحترافية أن قلّة قليلة من الفنانات الإناث قادرات على رسم خلفيات الصور بإتقان. وكثيراً ما كان يحدث أن أسمع تعليقات من المساعدين الآخرين بخصوص هذا، حيث كانوا يفترضون أنني لا أستطيع إنجاز الرسوم التي يكلفني بها فنان المانغا الرئيسي بإتقان، وذلك لأنني انثى! من الصعب وصف كم الإحباط والحزن الذي كانت هذه المواقف تسببه لي. ولكن خلال كل هذا، كنت أجد في التفكير في سيناريوهات للمانغا التي أريد كتابتها وكنت أرسم.. وأرسم واعيد الرسم. وعلى الرغم من تعليق المسؤول عن جائزة أفضل مانغا لفنان مبتدأ أن قدراتي في الرسم تضاهي رسوم أي محترف، إلا أنني فشلت في الحصول على الجائزة، وتم رفض سبع من أعمالي في المنافسة. قد يظن البعض أن هذا كثير جداً، وقد يظن البعض الآخر أنه ليس كثيراً إلى هذا الحد، أظن هذا يعود لرأيك الشخصي..”
بدورنا بعد سماع هذا الكلام لا يسعنا إلا أن نحس بالاستهجان تجاه كل هذا الظلم والتمييز ضد الناس فقط بسبب جنسهم.
“كانت هذه حياتي لفترة، لكنني بدأت افكر أنه من الأفضل أن أجد عملاً بدوام كامل من أجل الاستقرار وبدأت بالبحث عن عمل.
لكن الكثير من الشركات رفضت توظيفي لأن تاريخي الوظيفي لا يحتوي إلا عملي كمساعدة، والمثير للإحباط هنا أنني سمعت عن الكثيرين من الذكور الذي كانوا في نفس ظروفي وعملوا كمساعدين في الماضي لكنهم كانوا قادرين على العثور على عمل في هذا المجال بشكل سهل نسبياً”
تسوروغينا ماي سينسيه (على يسار الصورة)
كاتب سيناريو المانغا الشهير الذي كتب العديد من الأعمال الناجحة مثل The Chef وJoi Reika، قام بكتابة السيناريو للمانغا الجديدة التي تعمل هينو سينسيه على رسمها حالياً!
كم يملئنا الترقب لقراءة هذه المانغا عند صدورها!!
المعرفة الضرورية للعمل كمحترف
ثابرت هينو سينسيه على شق طريقها المهني وسط كل هذا التمييز ضدها كأنثى، وبعد صبر طويل نجحت أخيراً في نشر عملها الأول.
“الحلم الذي يراود كل العاملين في مجال المانغا هو أن يكون عملهم الأول الذي يرى النور هو العمل الذي يحبونه ويعبر عنهم ويستطيعون كتابته بحرية كاملة. لكن هذا حلم بكل معنى الكلمة! الواقع مختلف، وعليك أن تنتهز أي فرصة تسنح لك وأن تجد شيئاً تحبه ويثير حماستك في العمل الذي يتم اسناده لك. عندها يمكنك إنجاز هذا العمل بمتعة وسلاسة. كي تستطيع النجاح وكسب عيشك من العمل في مجال المانغا يجب أن تكون مستعداً للتصرف بشكل عملي”
هذا هو إذاً الفرق الأساسي بين الهاوي والمحترف.. أحدهما يقوم بشيء فقط لأنه يحبه، والآخر يجد ما يحبه في العمل الذي يجب عليه إنجازه. إن كنت تمارس نشاطات الدوجين الآن بهدف أن تصبح محترفاً في نهاية المطاف فنحن ننصحك بأن تفكر في كلام هينو سينسيه.
هينو سينسيه! شكراً جزيلاً على التوقيع ونتمنى لك كل النجاح!
· لمتابعة إيو هينو على وسائل التواصل الاجتماعي
تويتر : @iyo0112
لقراءة المانغا على تطبيق LINE:
https://manga.line.me/product/periodic?id=Z0000586
Follow @doujinworld
Writer
Shiro Sato