🇦🇪
🇦🇪

2020.12.06

مؤلف سيناريو المانغا تسوروغينا ماي:

مقابلتنا اليوم ليست مقابلة عادية على الإطلاق، بل يمكننا القول بلا أي مبالغة أنها فرصة للتحدث مع عملاق في عالم المانغا، شخص حققت أعماله شهرة واسعة، إلى درجة أن المانغا الشهيرة التي قام بكتابتها The Chef قد حصلت على معالجة درامية على شاشة التلفزيون! مقابلتنا اليوم مع مؤلف المانغا ماي تسوروغينا سينسيه!

 

كما تعرفون إن كنتم تتابعون المقالات التي ننشرها هنا في DoujinWorld فنحن بالدرجة الأولى متخصصون في عالم الدوجين، أو بكلمة أخرى الهواة، إذاً قد يتساءل البعض لماذا نقوم بنشر مقالة مع شخص محترف مثل تسوروغينا سينسيه؟ لكن من المهم أن نتذكر أن وجود المحترفين في حد ذاته هام للغاية لدعم الهواة، لذلك انتهزنا هذه الفرصة الثمينة لسؤال تسوروغينا سينسيه عن آرائه بخصوص أنشطة الدوجين.

 

ماي تسوروغينا سينسيه، المبدع خلف أعمال شهيرة مثل (The Chef) و(Joi Reikaالطبيبة ريكا) يشرفنا بالإجابة على اسئلتنا!

 

 

أنشطة الهواة ترف لا يقدر عليه مؤلفو قصص المانغا

“كما نعرف جميعاً، ليس من الصعب على رسامي المانغا، أو مؤلفي الروايات، أو حتى الموسيقيين أن يقوموا بإنتاج أعمالهم الإبداعية بشكل كامل بأنفسهم، في هذه المجالات تستطيع أن تقوم بصنع العمل الذي تريده شكل منفرد تماماً، ولذلك يستطيع العاملون في هذه المجالات أن يستمتعوا بما يفعلونه حتى ولو بشكل هاو وأن يمارسوا نشاطات الدوجين كما يحبون. لكن الأمر مختلف بالنسبة لمؤلفي قصص المانغا، أو مثلا كتاب السيناريو، أو حتى من يكتبون سيناريوهات المسرحيات والأفلام، ففي هذه المجالات من المستحيل أن تقوم بإنجاز العمل كله لوحدك. لذلك لا خيار أمامك إن كنت ترغب أن ترى القصة التي تريد كتابتها النور إلا أن تتجه للعمل لشكل احترافي”

 

كلام منطقي تماماً وحكيم للغاية، هذا النوع من الآراء الذي كنا نتوق إلى سماعها من شخص محترف.

 

“لو بقيت هاوياً لما استطعت أن استمتع برؤية الأعمال التي اريد كتابتها. وهذا ما دفعني إلى اختيار درب الاحتراف. بالطبع هذا الكلام ليس مطلقاً، فقد يحدث أحياناً أن يشكل كاتب قصص مانغا ثنائياً مع رسام مانغا ويقوما بالعمل سوياً لإنتاج مانغا، أفترض أنه في مثل هذه الحالة يكون الاستمتاع بممارسة أنشطة الدوجين ممكناً”

 

حالة مثل التي يقترحها تسوروغينا ممكنة بكل تأكيد، وإن كانت تحتاج أن يكون كلاً من المؤلف والرسام على اتفاق بخصوص التوجه الذي يريدان أن تتخذه المانغا. لكن في حالة تسوروغينا سينسيه فعمله أصعب من هذا، حيث عليه في البدء أن يقرر إن كانت القصة التي تدور في رأسه مناسبة لتحويلها إلى مانغا، وإن كانت كذلك، فأي أسلوب من الرسم سيكون الأنسب لهذه المانغا.. باختصار عليه أن يجمع العديد من الأجزاء المختلفة ويشرف عليها، لذلك ليس من المبالغ فيه أن نقول إنه ليس فقط مؤلفاً، بل هو مخطط ومشرف في مجال صناعة المانغا والترفيه.

 

“لهذه الأسباب لم يكن طريق الدوجين هو الطريق الذي اخترته لنفسي. لكنني كثيراً ما أفكر بطرق للمساهمة في تطوير المجتمعات المحلية باستخدام المانغا. على سبيل المثال، إن كان هناك محل حلويات في منطقة ما ويريد التسويق والدعاية لمنتجاته، لمّ لا نقوم بفعل هذا عن طريق كتابة مانغا أصلية تظهر فيها تلك المنتجات ونشر هذه المانغا؟ أما بخصوص التكاليف الضرورية لهذا فيمكن تأمينها عن طريق الحصول على رعاية من شركات أو عن طريق مبادرات حكومية.. إن استطعت المشاركة في هذا النوع من الأنشطة أظن أنه سيكون شبيهاً إلى حد ما بأنشطة الدوجين”

 

هذه نظرة نادرة إلى عقلية المحترف، التخطيط لمشاريعك المستقبلية وكيفية تسخير كل الأدوات المتوفرة لتحقيقها، هذا درس مهم للدوجين كذلك.

 

 

أنشطة الدوجين وحقوق الملكية الفكرية

من بين أعمال تسوروغينا سينسيه العديدة لا يزال عمله الأشهر هو The Chef الذي يعرفه جميع قراء المانغا. وعندما تم تحويل المانغا إلى دراما تلفزيونية بدأت الكثير من أعمال المعجبين المستوحاة من هذه المانغا بالظهور.

 

“… ولا يزال هذا مستمراً حتى الآن! يتواصل معي العديد من قراءي أحياناً ليخبروني عن أعمال بويز لوف معجبين مستوحاة من The Chef، وبالطبع تحتوي هذه الأعمال على مشاهد تصور شخصيات المانغا وهم يمارسون… أنت تفهم ما أعنيه، بالنسبة لي كمؤلف المانغا الأصلي فالشعور الذي ينتابني عندما أرى هذا معقد”

 

لا بد أنه شعور صادم للمؤلف عندما يرى الشخصيات التي أنجبتها مخيلته وهي منخرطة في مواقف تتجاوز بكثير ما تخيله هو لهذه الشخصيات…

 

“المرة الأولى التي رأيت فيها شيئاً كهذا صُدمت للغاية وأحسست بنوع من الاستياء، لكنني فيما بعد تأقلمت مع الموضوع وبدأت افكر بأن هذا أيضاً هو شكل من أشكال تعبير بعض المعجبين عن حبهم لعملي”

 

تسوروغينا سينسيه شخص كبير القلب بكل معنى الكلمة!

 

“الكثير من رسامي المانغا أشخاص متسامحون ولطفاء، لذلك لا مشكلة في أعمال المعجبين برأيي ما دامت تعبيراً عن الحب والاحترام. هناك الكثير من الطرق المختلفة للنظر إلى موضوع أعمال المعجبين، البعض منها قد يكون بمثابة محاكاة ساخرة للعمل الأصلي، والبعض قد يكون تعبيراً عن التبجيل والاحترام او ببساطة مستوحى من العمل الأصلي، والبعض قد يكون سرقة أدبية صريحة. لا يجب أن ننسى هنا أن العمل الإبداعي بطبيعته لا يأتي من فراغ، بل يكون الإلهام الأصلي عادة مستوحى من عمل آخر، بالطبع إن قمت بأخذ شخصية من مانغا كما هي تقريباً واكتفيت بتغيير الاسم مثلاً وادعيت أنها من إنتاجك الخاص فهذه سرقة! أما إن كان ما نتكلم عنه هو أعمال معجبين تمت كتابتها بدافع الحب والاحترام للعمل الأصلي فلا أرى أن هناك مشكلة في الموضوع. أنا شخصياً عندما قمت بكتابة The Chef علق الكثيرون بخصوص التشابه بينها وبين مانغا BlackJack التي لا أنكر تأثري بها، ولو أنني كنت قد جعلت الشخصية الأساسية في عملي طبيباً لكان ذلك سرقة فكرية بالتأكيد، لكن المانغا التي كتبتها كانت تدور في مجال عالم الطبخ وقمت بإضافة الكثير من أفكاري الخاصة لكتابة المانغا، وهذا هو الفرق بين التأثر بعمل آخر وإنتاج عملك الأصيل وبين سرقة عمل آخر”

 

كما يقول تسوروغينا سينسيه فالوحي الإبداعي ليس شيئاً يأتي من الفراغ، خصوصاً في وقتنا هذا حيث هناك الكثير جداً من الأعمال الإبداعية المتاحة للاستمتاع بها، وينطبق هذا سواء على المحترفين أو الهواة. وكل مانغا تحقق النجاح والشهرة عادة ما تواجه انتقادات بخصوص أصالة افكارها ومصادر إلهامها في البداية. لكن المهم حقاً ليس الوحي الأساسي بل الأفكار الأصيلة التي يضيفها الكاتب إلى عمله مع مرور الوقت لينتج عملاً فريداً من نوعه.

 

“لذلك فاقتراحي للدوجين المنخرطين في النشاط الإبداعي هو أن يكون الاحترام للعمل الأصلي هو المبدأ الأساسي في كتاباتهم في البداية، ومع مرور الوقت عليهم أن يحاولوا أن يضيفوا أفكارهم الخاصة إلى ما يكتبونه لينتجوا شيئاً جديداً. وهذا الكلام ليس حكراً فقط على المانغا برأيي، مثلاً في الكوسبلاي، حتى عندما يتنكر مؤدي الكوسبلاي في زي شخصية معينة، فالكثير من السمات الشخصية لمؤدي الكوسبلاي سوف تظهر في زيه وفي ترجمته الخاصة للشخصية في النهاية، ما اريده من الجميع أن يضيفوا لمساتهم الشخصية الخاصة على عملهم وألا يكتفوا بالتقليد، وأنا متأكد أن هذا سيزيد من متعة العمل”

 

موضوع حقوق الملكية الفكرية بكل تأكيد موضوع شائك ويثير الكثير من الجدل في أوساط الدوجين، لذلك من المفيد أن نضع دائماً نصب أعيننا ضرورة احترام العمل الأصلي.

 

 

أفكار بلا نهاية ومشاريع مستقبلية

لا يقتصر عمل تسوروغينا سينسيه على مجال المانغا، فقد قام بتوسيع نشاطه وتجربة الكتابة المسرحية، وبفضل شهرته التي حصدها في مجال المانغا فالمسرحية التي قام بكتابتها تم إنتاجها ويتم عرضها الآن في اليابان.

 

“نسمع كثيراً عن تحويل المانغا إلى مسلسلات تلفزيونية، أو إلى عروض مسرحية، أليس كذلك؟ لكن ما لم نسمع عنه أبداً هو العكس! نقل قصة من خشبة المسرح إلى صفحات المانغا. لم يقم أحد من قبل بنقل العالم الذي يخلقه الممثلون على خشبة المسرح إلى المانغا. لقد قمت بتأليف العديد من القصص سواء للمانغا أو في مجالات أخرى، إلا أن الرغبة كانت تعتريني بأن أجرب القيام بشيء جديد لم يسبقني إليه أحد، وبعد تفكير طويل لاحظت هذه النقطة! لذلك قررت أن أعمل على تحويل العمل المسرحي الذي قمت بتأليفه والمدعو (جزيرة الإعدام) إلى مانغا سوف يتم نشرها على موقع انترنت متخصص بالمانغا يدعى (مملكة المانغا Manga Oukoku) أتمنى من كل قلبي أن تقرأوه وأن ينال إعجاب الجميع!”

 

لا يقف تسوروغينا سينسيه عند نجاحه مهما كان كبيراً، بل ينتقل فوراً إلى ما يليه من تحديات!

 

وفي نهاية المقابلة تفضل تسوروغينا سينسيه بمنحنا توقيعه! ونحنا بدورنا سنقوم بتقديم هذا التوقيع إلى أحد قراءنا!

 

 

 

إن كنت تطمح أن تصبح كاتب سيناريو مانغا يمكنك القاء نظرة على صفحة شركة الإنتاج الخاصة بتسوروغينا سينسيه!

 

https://www.tsuruginapro.com

 

 

 




Writer

Shiro Sato

Related Posts