🇦🇪
🇦🇪

2020.10.26

مفهوم الكابلينغ: ركن أساسي من أركان قصص البويز لوف.

أحد أهم العناصر التي تدخل في كتابة أعمال البويز لوف BL (القصص التي تتمحور حول علاقات حب مثلية بين ذكور) هو مفهوم الكابلينغ.

 

وفي مقال اليوم سنقدم لكم شرحاً أساسياً لمفهوم الكابلينغ وأهميته في البويز لوف.

 

 

ما هو الكابلينغ

كما تقترح الكلمة بمعناها الأصلي من اللغة الإنكليزية، الكابلينغ هو جمع شخصيتين وكتابة قصص عنهما كـ (كبل) او كزوج. وعادة ما يتم اختصار الكلمة في الكتابة بالحرفين CP وهو ما سنفعله في باقي المقال.

 

وليس هذا المفهوم حصرياً في أوساط الاوتاكو على البويز لوف، بل يتعداه إلى أنواع أخرى مثل الـ NL (نورمال لوف، أي القصص الرومانسية بين ذكر وانثى) وأيضاً الـ GL (غيرلز لوف، قصص الحب المثلية بين اناث).

 

وفي أعمال المعجبين (الأعمال التي يكتبها معجبون بشيء معين مستخدمين شخصيات وعناصر من الأعمال الأصلية التي يحبونها) يحدد الـ CP المستخدم في عمل ما نوع هذا العمل وتصنيفه، وبالتالي طريقة الإعلان عنه وتوزيعه.

 

 

أساسيات الكابلينغ في أعمال المعجبين

عادة ما تتم عنونة أعمال البويز لوف حسب ال CP الذي تتضمنه بصيغ مثل (الشخصية A × الشخصية B)، فما معنى هذا؟

 

في حالة الصيغة التي ذكرناها الآن، فالمعنى المتضمن في هذا العنوان هو أن الشخصية A تقوم بالدور الذكوري في هذه القصة (الطرف المبادر او سيميه باليابانية) بينما الشخصية B تقوم بالدور الانثوي (الطرف المتلقي أو اوكيه باليابانية).

أما لو كانت الأمور معكوسة، أي لو كانت الشخصية B هي الشخصية ذات الطابع الذكوري بينما الشخصية A ذات طابع انثوي، فسيكون العنوان بدوره معكوساً، أي (الشخصية B × الشخصية A).

وهناك عدة تسميات للإشارة للطرف الذي يلعب الدور الذكري مثل لقب سيميه الذي ذكرناه سابقاً، وكذلك للطرف الآخر، لكن من بين تلك التسميات سنستخدم سيميه واوكيه للإشارة إليها في هذا المقال.

 

اختيار الشخصيات وتقرير أي شخصية ستكون السيميه وأيها الاوكيه هو مسألة حساسة عند كتابة البويز لوفـ، حيث أن الكثير من الفوجوشي (هاويات البويز لوف) لا يهتممن إلا بكابلينغ معين وبأدوار محددة داخل هذا الكابلينغ.

وقد يؤدي خطأ في عنونة العمل إلى سوء فهم ومشاكل بين المؤلف وقراءه، لذلك فتصنيف العمل بشكل صحيح وعنونته بشكل دقيق هو شيء جوهري لمؤلفي البويز لوف.

 

وتحضرني هنا قصة سمعتها ذات مرة عن أحد مؤلفي البويز لوف الذي قام بتصنيف أحد أعماله كـ A ×B وتم توزيع العمل على هذا الأساس، لكن في القصة ذاتها كانت المشاهد والمواقف الرومانسية الحميمة تحدث بنمط B×A أي أن السيميه والاوكيه كانا معكوسين.

 

وبرر ذلك المؤلف نفسه بأن شرح بأنه من وجهة نظره، كان الجو النفسي لعمله يتبع توليفة A ×B وبالتالي شعر أنه من الأصح أن يتم تصنيف العمل وتوزيعه على أنه من هذا النمط بغض النظر عن أي شيء آخر، لكن تفسيره هذا قوبل بعاصفة من الرفض والانتقادات.

 

على الأغلب لم يكن ليكون هناك أي مشكلة في تصنيف العمل ك A ×B لو أن العمل كان خالياً من أي نوع من المشاهد الحميمة.

لكن بوجود تلك المشاهد واتباعها النمط المعاكس عما نٌشر العمل وتم تسويقه على أساسه، جعل القراء يشعرون بأنهم خدعوا من قبل الكاتب.

 

وترينا هذه الحادثة كيف أن تصنيف الكابلينغ في عمل ما هو مسؤولية الكاتب الذي كثيراً ما يقوم به بناءاً على تحليله وهواه الشخصي، مما قد يتسبب بالمتاعب. لذلك فالقاعدة البسيطة التي يجب على كتاب البويز لوف الالتزام بها عند عنونة أعمالهم التي تحتوي على كابلينغ، هي أن يقوموا بتصنيف العمل حسب الأدوار التي تتخذها الشخصيات في المشاهد الحميمة من العمل، وهذا سيجنبهم الكثير من المتاعب الغير ضرورية.

 

 

تصنيفات أخرى للكابلينغ

يتم تصنيف الفوجوشي (محبات البويز لوف) إلى العديد من الزمر الفرعية حسب ال CP الذي يفضلنه.

فإن كان بعضهن كما أسلفنا لا يقرأن إلا أعمالاً عن CP محدد، هناك البعض الآخر الذين يحبون أي CP مهما يكن، ويطلق عليهن في اليابانية لقب (زاشوكوها)، أما اللواتي يفضلن CP بين شخصيتين محددتين لكن لا يهتممن أي الشخصيتين يأخذ الدور السيميه وأيهما سيأخذ دور الاوكيه، فهؤلاء يلقبن بـ (ريباها) وهو لقب مشتق من كلمة ريفرسل الإنكليزية بمعنى العكس.

واضافة إلى كل ما سبق، سنجد البعض ممن يردن شخصية محددة بدور الاوكيه بغض النظر عن الشخصية الأخرى التي يتم الـ CP معها، ولقبهم (سو اوكيه ها).

باختصار للفوجوشي الكثير من الأذواق المختلفة والمتنوعة.

 

بالتالي، رغم ما قلناه سابقاً عن أن الصيغة الأساسية لتصنيف الكابلينغ في البويز لوف هي A×B فعلى سبيل المثال في حال كان العمل موجهاً للـ (ريباها) قد تستخدم صيغة أخرى في تصنيفه مثل A×B×A، وقد يتم أيضاً كتابة تنبيه على الغلاف لإعلام القراء المحتملين أن العمل موجه للريباها.

وما تعنيه هذه الصيغة هنا هو أن المحور الأساسي للقصة هو الشخصية A كالسيميه والشخصية B كالاوكيه، لكن مع بعض العناصر الجانبية التي تنقلب فيها الأدوار. وبحال كان الأمر معكوساً، فستكتب الصيغة بطريقة مختلفة لتوضح أي الشخصيتين يلعب دور الاوكيه في معظم القصة وأيهما يلعب دور السيميه، وعندها سنغير الصيغة كذلك لتتناسب مع حبكة القصة وعناصرها لتصبح B×A×B.

 

وفي حالة أخرى، قد يحتوي العمل على شخصيتين تلعبان دور السيميه مع شخصية ثالثة تأخذ دور الاوكيه في القصة، أي كمثلث حب، وبالطبع في هذه الحالة سنحتاج تصنيفاً آخر لتوضيح عناصر القصةـ وقد يكتب هذا التصنيف بصيغ متعددة مثل (A×B×C) أو (A+B×C) أو حتى (A→C←B).

 

كل هذا التعقيد في عنونة وتصنيف الأعمال يؤدي إلى الكثير من المشاكل وسوء التفاهم في عالم البويز لوف كجنس أدبي، وأظن أن نوعاً ما من الإصلاح والتحسين ضروري لتفادي هذه المشاكل.

وأفضل ما يستطيع مؤلف البويز لوف فعله في ظل هذه التعقيدات لكي يتجنب المشاكل مع قراءه، هي أن يعلن عن ال CP الذي يرتكز عليه عمله مسبقاً على وسائل التواصل الاجتماعي وأن يطبع عليه تحذيرات واضحة بخصوص محتواه.

 

إن كان حتى واحد من قراء هذا المقال يطمح إلى كتابة البويز لوف وساعده هذه المقال على تفادي مشاكل غير ضرورية، فسأكون بغاية السعادة.

 

ما رأيكم؟ هل تشكلت لديكم فكرة واضحة عن الـ CP وأهميته في عالم مؤلفات البويز لوف؟

 

على الرغم من أن كل هذه القواعد المعقدة التي شرحناها قد تؤدي إلى العديد من المشاكل، لكنها كذلك قد تؤدي إلى مصادفات سعيدة عندما يكتشف قارئ ما شيئاً لم يكن يدرك أنه سيعجبه.

 

على أي حال، معرفة بعض المعلومات الأساسية عن الـ CP هي شيء ضروري للدوجين، ونتمنى أن تساعدكم هذه المعرفة في أخذ خطوة جديدة نحو حياة الدوجين السعيدة.

 

 

 

 




Writer

Shuuuuhi

Related Posts